وول ستريت
-->

سجل الدولار الأمريكي أعلى مستوى له خلال تسعة أسابيع مقابل الين الياباني، قبل أن يتخلى عن بعض هذه المكاسب في ظل التوقعات بين المستثمرون بأن يقوم البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة من هذا الأسبوع. ومع استمرار الخلاف التجاري الصيني-الأمريكي في إبقاء الأسواق حذرة.

وانخفض اليورو مقابل الدولار الأمريكي، حيث سجل أعلى مستوى له خلال 3 أشهر في الجلسة السابقة بعد أن عبّر رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي عن ثقته في مستويات التضخم في منطقة اليورو ومعدلات النمو في الأجور.

وقد تعرضت الأسواق العالمية للضغوط على مدى الأشهر القليلة الماضية، حيث أدى الخلاف التجاري المكثف بين الصين والولايات المتحدة إلى إثارة حالة من عدم اليقين بشأن توقعات النمو العالمي والسياسة النقدية الأوسع لبعض اقتصادات الأسواق المتقدمة والنامية.

ومع بداية التداولات في الأسواق العالمية يوم الاثنين، فرضت الولايات المتحدة والصين حزمة جديدة من التعريفات الجمركية على سلع كل منهما، دون أي علامة على أن أي من الجانبين يرغب في التراجع.

الاحتياطي الفيدرالي قد يرفع أسعار الفائدة:

يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماع السياسة النقدية على مدى يومين في وقت لاحق يوم الثلاثاء والذي من المتوقع أن يرفع فيه أسعار الفائدة للمرة الثامنة منذ أواخر 2015. كما تراهن الأسواق على رفع آخر لسعر الفائدة قبل نهاية العام، على الرغم من أن التوقعات لعام 2019 أقل وضوحًا.

وقال بارت واكاباياشي مدير فرع بنك" ستايت بنك" في طوكيو في تصريح لوكالة رويترز: “الدولار سيظل العملة المطلقة عندما يتعلق الأمر بالمخاطر أو الاستقرار أو أي من هذه المواقف الجيوسياسية."

وأضاف واكاباياشي: "إذا كان لدينا أخبار سلبية حول محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فسيعطي هذا دفعة كبيرة للدولار ... وإذا حصلنا على نوع من التوقعات المتفائلة أكثر من المتوقع من (الاحتياطي الفيدرالي)، فإن ذلك سيكون دافعاً آخر للدولار ".

وارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية بنسبة 0.15 في المئة إلى 94.323. ومقابل الين الياباني، تخلي الدولار عن بعض مكاسبه بعد صدور محضر اجتماع السياسة النقدية لشهر يوليو من قبل البنك المركزي الياباني.

أظهر محضر الاجتماع أن عدداً قليلاً من أعضاء مجلس إدارة بنك اليابان قالوا إن البنك المركزي يجب أن ينظر بجدية أكبر إلى المخاطر المحتملة للسياسة النقدية " الفائقة التيسير"، مثل التأثير السلبي على النظام المصرفي في البلاد.

وارتفع الدولار بنسبة 0.05 في المئة في التداولات المبكرة إلى 112.86 ين بعد أن سجل ارتفاعا طفيفا عند 112.96 ين وهو أعلى مستوى له منذ أن لامس مستوى 113.18 ين في 19 يوليو/حزيران.

وانخفض الدولار الأسترالي، وهو عبارة عن مؤشر للتداولات ذات الصلة بالصين وقياس الرغبة في المخاطرة على نطاق واسع، 0.2 في المئة إلى 0.7240 دولار، ممدداً خسائره من الجلستين السابقتين.

وزاد المضاربون من الرهانات على أن فروق أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة والاقتصادات الرئيسية الأخرى، بما في ذلك اليابان وأستراليا، ستزداد. فحسب تقرير التزام المتداولين بأسواق السلع الآجلة COT، ارتفع صافي مراكز الشراء للدولار الأمريكي إلى ما يقرب من 25 مليار دولار وفقًا لبيانات CFTC.

دراغي متفائل حيال معدلات التضخم في منطقة اليورو:

انخفض اليورو قليلاً إلى 1.1749 دولار بعد ارتفاعه إلى 1.1815 دولار في اليوم السابق، وهو أعلى مستوى له منذ 14 يونيو/حزيران، قبل أن يتخلى عن معظم مكاسبه في فترة التداولات الأمريكية خلال الليل.

ارتفعت العملة المشتركة بعد أن وصف دراجي من البنك المركزي الأوروبي يوم الاثنين التسارع في التضخم الأساسي في منطقة اليورو بأنه "قوي نسبيا" وأعرب عن ثقته في أن الانتعاش في نمو الأجور سيستمر.

وقال دراجي في حديثه لجنة الشؤون الاقتصادية والنقدية في البرلمان الأوروبي في بروكسل: "من المتوقع أن يزداد التضخم الأساسي خلال الأشهر المقبلة حيث أن سوق العمل المتشددة يدفع نمو الأجور."

في أعقاب الخطاب، بلغ العائد على السندات الألمانية لمدة 10 سنوات 0.514 في المئة، وفقا لبيانات رويترز. وهذا هو أعلى مستوى منذ منتصف يونيو /حزيران، وارتفع اليورو 0.6 في المائة، متجاوزا 1.18 مقابل الدولار.

في حين أن المعدلات السنوية للتضخم الأوروبي المنسق تبلغ حوالي 1.7 في المائة حتى عام 2020، فإن البنك المركزي الأوروبي يهدف للوصول بمعدل التضخم الأساسي، أي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة، ليصل إلى 1.8 في المائة في نفس العام.

وقال دراغي إن الصورة المستقرة تخفي صورة أساسية لمساهمة بطيئة من مكونات غير أساسية في المؤشر العام و "انتعاش قوي نسبيا في التضخم الأساسي."

أعلن البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة ستبقى دون تغيير في وقت سابق من هذا الشهر. إلا أن دراغي أعاد التأكيد على تعهد البنك المركزي الأوروبي بالاحتفاظ بأسعار الفائدة على مستوى صعوده الحالي، "خلال الصيف" في العام المقبل، مما أدى إلى رفض الدعوات من بعض صانعي السياسة بشكل فعال لتشديد السياسة بسرعة أكبر.

وقال ياماموتو "مشاعر الشركات في منطقة اليورو ليست قوية كما كانت من قبل لذا أعتقد أنه ليس توقيت البنك المركزي الأوروبي أكثر تشددا." وأضاف: “كان ارتفاع اليورو مؤقتًا يوم أمس بسبب وجود مؤشر لتوقعات أسعار الفائدة لمنطقة اليورو".