استمرار الضغوط على الدولار الأمريكي على خلفية تصريحات رئيس الفيدرالي والتفاؤل حول المحادثات التجارية:

تراجع الدولار مع بداية التداولات الأسبوعية يوم الاثنين أمام أغلب العملات الرئيسية العالمية، حيث يراهن المتداولون في سوق العملات على تراجع الطلب على الدولار الأمريكية بسبب المؤشرات المتزايدة بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سوف يبطئ من وتيرة تشديد السياسة النقدية في عام 2019.

وشهدت شهية المخاطرة ارتفاعا قويا في فترة التعاملات الآسيوية، وذلك بفضل سياسات التخفيف النقدي القوية التي أعلنت عنها الصين يوم الجمعة لمعالجة التباطؤ الاقتصادي الحاد.

إضافة إلى ذلك الأنباء عن المحادثات المرتقبة بين واشنطن وبكين من أجل التوصل إلى اتفاق تجاري شامل ينهي حالة الاحتقان السائدة بين أكبر اقتصادين في العالم، والتي أثرت بقوة على أداء الشركات في البلدين والعالم بأسره.

تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي باول:

يوم الجمعة، صرح باول في لقاء نظمته الجمعية الاقتصادية الأمريكية أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ليس على مسار محدد لرفع أسعار الفائدة وأنه سيكون منتبها لمخاطر الهبوط التي تستشعرها الأسواق.

على الرغم من أن بيانات الوظائف التي صدرت يوم الجمعة في الولايات المتحدة والتي جاءت أقوى بكثير من التوقعات، يعتقد العديد من المحللين أن أكبر اقتصاد في العالم يفقد زخمه وأن رفع نسبة الفائدة هو آخر ما يحتاج إليه.

وقد عززت تعليقات باول بأن البنك المركزي “مستعدًا لتغيير موقف السياسة النقدية” من معنويات المستثمرين ودفعت الأسهم الأمريكية صعودًا يوم الجمعة.

وأكد باول: “لا يوجد مسار محدد للسياسات، وخاصة مع قراءات التضخم التي رأيناها، سنكون صبورين ونحن نراقب لنرى كيف يتطور الاقتصاد”.

الدولار الأمريكي ارتفع مقابل أغلب العملات الأخرى في عام 2018 بسبب أن بنك الاحتياطي الفيدرالي هو البنك المركزي الرئيسي الوحيد الذي رفع أسعار الفائدة أربع مرات كانت آخرها في ديسمبر/كانون الأول، وكان من المتوقع رفعها مرتين في عام 2019.

لكن مع تباطؤ الاقتصاد العالمي، وخاصة الاقتصاد الصيني والمخاوف من التأثيرات السلبية للسياسات الاقتصادية للإدارة الأمريكية بقيادة ترامب، والتي أدت توترات اقتصادية مع الكثير من الدول، اضافة الى تراجع معدلات التضخم. كل هذه العوامل دفعت الفيدرالي إلى مراجعة حساباته المستقبلية.

ومع التريث الذي يبديه الاحتياطي الفدرالي يتوقع الكثير من المحللين أن ينخفض الدولار الأمريكي خلال عام 2019.لكن البعض منهم يرون عكس ذلك، خاصة مع الإشارات القوية التي يبعث بها الاقتصاد الأمريكي.

ونقلت وكالة رويترز عن “فيليب وي”، محلل العملات في بنك DBS السنغافوري في مذكرة للعملاء: “بيانات الوظائف القوية في الولايات المتحدة يوم الجمعة تشير إلى أن مخاوف الركود كانت مبالغ فيها”.

وأضاف: ” بنك الاحتياطي الفدرالي سوف يقوم فقط بتجميد رفع أسعار الفائدة مؤقتًا، من المحتمل أن تكون السواق قد تسرعت في دفع عائدات السندات الأمريكية لمدة عامين وعشر سنوات إلى مستويات أدنى من سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية في الأسبوع الماضي”.

محادثات السلام التجاري:

كما أن الأسواق المالية متفائلة بشأن اللقاء المرتقب بين المسؤولين الأمريكيين مع نظرائهم في بكين هذا الأسبوع في أول محادثات مباشرة منذ وافق الرئيس دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ خلال اجتماع قمة العشرين في الأرجنتين في الأول من ديسمبر/كانون الأول على هدنة لمدة 90 يومًا في حربهم التجارية.

قال لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض إن المناقشات ستتناول “القصة بكاملها”، بما في ذلك السلع الأولية والزراعة والسلع الرأسمالية الصناعية.

وكانت إدارة ترامب رفعت التعريفات الجمركية على العديد من المنتجات الصينية في محاولة لحماية الشركات الأمريكية، وهو ما دفع الصين الى الرد بالمثل ونشب ما يعرف بالحرب التجارية بين الدولتين، وهو ما أثر سلبا على الشركات والاقتصاد الصيني

وفي هذا الخصوص قال ترامب فغرّد: “أقول لكم إن أداء الصين ليس جيداً الآن، وهذا يضعنا في موقف قوي جداً… أعتقد أننا سنتوصل لاتفاق مع الصين”.

وصرّح مسؤولون في بكين وشنغهاي لوكالة “رويترز”، إنهم يأملون أن يتمكن المفاوضون من الجانبين من التوصل إلى اتفاق في الأيام القليلة المقبلة.

وقال لو كانغ المتحدث باسم الخارجية الصينية للصحفيين إن الجانبين اتفقا على عقد محادثات وحوار “إيجابي وبناء” لحل النزاع الاقتصادي والتجاري بما يتماشى مع التفاهمات التي توصل إليها رئيسا البلدين.

البنك المركزي الصيني يخفف السياسة النقدية مرة أخرى:

قال البنك المركزي الصيني يوم الجمعة إنه سيخفض نسبة السيولة النقدية التي يتعين على البنوك الاحتفاظ بها كاحتياطي بمقدار 100 نقطة أساس أو 1 في المائة، حيث يهدف البنك المركزي الصيني إلى تقليل خطر حدوث تباطؤ حاد في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ويعد تخفيض نسبة احتياطيات البنوك الإلزامية (RRR reserve requirement ratios) من قبل بنك الشعب الصيني (PBOC) هو الأول في عام 2019 والخامس في على أساس سنوي، حيث يواجه الاقتصاد الصيني أضعف معدل نمو منذ الأزمة المالية العالمية مع تزايد الضغوط بسبب تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية.

اليورو ارتفع بنسبة 0.22 في المئة مقابل الدولار في حين أن الدولار الاسترالي، الذي غالبا ما يعتبر مقياس من شهية المخاطر العالمية، ارتفع بنسبة 0.2 ٪ ولامس أعلى مستوى له منذ 20 ديسمبر/كانون الأول. أما الين الياباني فقد ارتفع مقابل الدولار بنسبة 0.41٪، ليصل 108.61.

وصل معدل انخفاض مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الخضراء مقابل سلة من ست عملات إلى 0.24%   وقت افتتاح الأسواق الأوروبية.

هل المقال مفيد؟ لماذا لا تشاركه مع غيرك  💡

مقالات مشابهة :

استمرار الضغوط على الدولار الأمريكي على خلفية تصريحات رئيس الفيدرالي والتفاؤل حول المحادثات التجارية:

تراجع الدولار مع بداية التداولات الأسبوعية يوم الاثنين أمام أغلب العملات الرئيسية العالمية، حيث يراهن المتداولون في سوق العملات على تراجع الطلب على الدولار الأمريكية بسبب المؤشرات المتزايدة بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سوف يبطئ من وتيرة تشديد السياسة النقدية في عام 2019.

وشهدت شهية المخاطرة ارتفاعا قويا في فترة التعاملات الآسيوية، وذلك بفضل سياسات التخفيف النقدي القوية التي أعلنت عنها الصين يوم الجمعة لمعالجة التباطؤ الاقتصادي الحاد.

إضافة إلى ذلك الأنباء عن المحادثات المرتقبة بين واشنطن وبكين من أجل التوصل إلى اتفاق تجاري شامل ينهي حالة الاحتقان السائدة بين أكبر اقتصادين في العالم، والتي أثرت بقوة على أداء الشركات في البلدين والعالم بأسره.

تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي باول:

يوم الجمعة، صرح باول في لقاء نظمته الجمعية الاقتصادية الأمريكية أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ليس على مسار محدد لرفع أسعار الفائدة وأنه سيكون منتبها لمخاطر الهبوط التي تستشعرها الأسواق.

على الرغم من أن بيانات الوظائف التي صدرت يوم الجمعة في الولايات المتحدة والتي جاءت أقوى بكثير من التوقعات، يعتقد العديد من المحللين أن أكبر اقتصاد في العالم يفقد زخمه وأن رفع نسبة الفائدة هو آخر ما يحتاج إليه.

وقد عززت تعليقات باول بأن البنك المركزي “مستعدًا لتغيير موقف السياسة النقدية” من معنويات المستثمرين ودفعت الأسهم الأمريكية صعودًا يوم الجمعة.

وأكد باول: “لا يوجد مسار محدد للسياسات، وخاصة مع قراءات التضخم التي رأيناها، سنكون صبورين ونحن نراقب لنرى كيف يتطور الاقتصاد”.

الدولار الأمريكي ارتفع مقابل أغلب العملات الأخرى في عام 2018 بسبب أن بنك الاحتياطي الفيدرالي هو البنك المركزي الرئيسي الوحيد الذي رفع أسعار الفائدة أربع مرات كانت آخرها في ديسمبر/كانون الأول، وكان من المتوقع رفعها مرتين في عام 2019.

لكن مع تباطؤ الاقتصاد العالمي، وخاصة الاقتصاد الصيني والمخاوف من التأثيرات السلبية للسياسات الاقتصادية للإدارة الأمريكية بقيادة ترامب، والتي أدت توترات اقتصادية مع الكثير من الدول، اضافة الى تراجع معدلات التضخم. كل هذه العوامل دفعت الفيدرالي إلى مراجعة حساباته المستقبلية.

ومع التريث الذي يبديه الاحتياطي الفدرالي يتوقع الكثير من المحللين أن ينخفض الدولار الأمريكي خلال عام 2019.لكن البعض منهم يرون عكس ذلك، خاصة مع الإشارات القوية التي يبعث بها الاقتصاد الأمريكي.

ونقلت وكالة رويترز عن “فيليب وي”، محلل العملات في بنك DBS السنغافوري في مذكرة للعملاء: “بيانات الوظائف القوية في الولايات المتحدة يوم الجمعة تشير إلى أن مخاوف الركود كانت مبالغ فيها”.

وأضاف: ” بنك الاحتياطي الفدرالي سوف يقوم فقط بتجميد رفع أسعار الفائدة مؤقتًا، من المحتمل أن تكون السواق قد تسرعت في دفع عائدات السندات الأمريكية لمدة عامين وعشر سنوات إلى مستويات أدنى من سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية في الأسبوع الماضي”.

محادثات السلام التجاري:

كما أن الأسواق المالية متفائلة بشأن اللقاء المرتقب بين المسؤولين الأمريكيين مع نظرائهم في بكين هذا الأسبوع في أول محادثات مباشرة منذ وافق الرئيس دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ خلال اجتماع قمة العشرين في الأرجنتين في الأول من ديسمبر/كانون الأول على هدنة لمدة 90 يومًا في حربهم التجارية.

قال لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض إن المناقشات ستتناول “القصة بكاملها”، بما في ذلك السلع الأولية والزراعة والسلع الرأسمالية الصناعية.

وكانت إدارة ترامب رفعت التعريفات الجمركية على العديد من المنتجات الصينية في محاولة لحماية الشركات الأمريكية، وهو ما دفع الصين الى الرد بالمثل ونشب ما يعرف بالحرب التجارية بين الدولتين، وهو ما أثر سلبا على الشركات والاقتصاد الصيني

وفي هذا الخصوص قال ترامب فغرّد: “أقول لكم إن أداء الصين ليس جيداً الآن، وهذا يضعنا في موقف قوي جداً… أعتقد أننا سنتوصل لاتفاق مع الصين”.

وصرّح مسؤولون في بكين وشنغهاي لوكالة “رويترز”، إنهم يأملون أن يتمكن المفاوضون من الجانبين من التوصل إلى اتفاق في الأيام القليلة المقبلة.

وقال لو كانغ المتحدث باسم الخارجية الصينية للصحفيين إن الجانبين اتفقا على عقد محادثات وحوار “إيجابي وبناء” لحل النزاع الاقتصادي والتجاري بما يتماشى مع التفاهمات التي توصل إليها رئيسا البلدين.

البنك المركزي الصيني يخفف السياسة النقدية مرة أخرى:

قال البنك المركزي الصيني يوم الجمعة إنه سيخفض نسبة السيولة النقدية التي يتعين على البنوك الاحتفاظ بها كاحتياطي بمقدار 100 نقطة أساس أو 1 في المائة، حيث يهدف البنك المركزي الصيني إلى تقليل خطر حدوث تباطؤ حاد في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ويعد تخفيض نسبة احتياطيات البنوك الإلزامية (RRR reserve requirement ratios) من قبل بنك الشعب الصيني (PBOC) هو الأول في عام 2019 والخامس في على أساس سنوي، حيث يواجه الاقتصاد الصيني أضعف معدل نمو منذ الأزمة المالية العالمية مع تزايد الضغوط بسبب تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية.

اليورو ارتفع بنسبة 0.22 في المئة مقابل الدولار في حين أن الدولار الاسترالي، الذي غالبا ما يعتبر مقياس من شهية المخاطر العالمية، ارتفع بنسبة 0.2 ٪ ولامس أعلى مستوى له منذ 20 ديسمبر/كانون الأول. أما الين الياباني فقد ارتفع مقابل الدولار بنسبة 0.41٪، ليصل 108.61.

وصل معدل انخفاض مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الخضراء مقابل سلة من ست عملات إلى 0.24%   وقت افتتاح الأسواق الأوروبية.

هل المقال مفيد؟ لماذا لا تشاركه مع غيرك  💡

مقالات مشابهة :