ارتفاع الدولار والين مع تقلص شهية المخاطرة رغم إجراءات التحفيز الصينية:

ارتفع الين الياباني في التداولات الآسيوية، في حين تراجعت عملات السلع العالمية رغم قيام بنك الشعب الصيني بضخ الأموال فيمن أجل تحفيز الاقتصاد المحلي المتعثر ما يشير إلى تقلص شهية المخاطرة في الأسواق المالية.

هذا القلق بين المستثمرين جاء على خلفية التحقيقات التي تجريها السلطات الأمريكية مع عملاق الصناعات الإلكترونية الصيني هواوي، ما قد يضع عقبات أمام المفاوضات بين الدولتين لإنهاء حالة الاحتقان التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.

وتشير العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى استمرار حالة العزوف عن المخاطرة في فترة التداولات الأوروبية والأمريكية.

إجراءات التحفيز المالي الصينية:

في التداولات الآسيوية انخفضت جميع مؤشرات الأسهم الأمريكية في الأسواق الآجلة، وأيضا الدولار الأسترالي والنيوزيلندي والكندي، التي تجاهلت جميعها المكاسب التي حققتها البورصات المحلية بعد إعلان بنك الشعب الصيني عن حزمة تحفيزات مالية جديدة قياسية بلغت 380 مليار يوان أو ما يعادل 83 مليار دولار.

إجراءات بنك الصين تأتي في مساعٍ لتجنب أزمة سيولة يعيشها النظام المالي في البلاد قد تفرض مزيداً من الضغوط على الاقتصاد الذي يشهد ضعفاً نسبياً.

وتعهد صناع السياسات المالية في الصين بتطبيق حزمة من الإجراءات التحفيزية هذا العام لحماية الوظائف، في ظل نمو اقتصادي يعد الأقل وتيرة خلال 28 عاماً.

ولكن رغم هذا التحرك الصيني القوي لدعم ثاني اقتصاد في العالم، إلا أن المشاعر السلبية سيطرت على تداولات المستثمرين، والتي تجلت في هبوط مؤشرات العقود الآجلة وارتفاع الطلب على الأصول الآمنة.

الين الياباني، والذي يعتبر من عملات الملاذ الآمن ارتفع مقابل كل العملات الرئيسية الأخرى بما فيها الدولار الأمريكي، عملة الملاذ الثانية.

الين الياباني
الين الياباني

تكتيكات البيت الأبيض:

ويبدو أن مخاوف من تباطؤ الاقتصادي العالمي تساهم في تعكر مزاج المستثمرين، والأسباب أصلها من الولايات المتحدة الأمريكية، وبالضبط سياسات البيت الأبيض بقيادة ترامب.

الأول هو الإغلاق الحكومي، بسبب الخلاف بين ترامب والديمقراطيين حول ميزانية بناء الجدار على حدود المكسيك.

حيث صرح البيت الأبيض أنه يتوقع أن إغلاق الحكومة الأمريكية الحالي سيكلف الاقتصاد الأمريكي 0.13 نقطة مئوية من إجمالي الناتج المحلي الفصلي أسبوعيا.

قال الرئيس التنفيذي لبنك “جي.بي. مورغان” إن استمرار الإغلاق الحكومي بالولايات المتحدة قد يمحو النمو في أكبر اقتصاد في العالم.

وأضاف “جيمي دايمون” خلال مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين بعد نتائج أعمال الربع الرابع، يوم الثلاثاء، أن التوقعات تشير إلى أن استمرار الإغلاق الحكومي قد يخفض النمو إلى الصفر في الربع الأول من عام 2019.

السبب الثاني هو تخوف المستثمرين في تصعيد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد تقارير صحفية عن نية السلطات في واشنطن فتح تحقيق جنائي مع شركة هواوي الصينية.

أفاد تقرير صحافي أمس (الأربعاء)، بأن السلطات الأميركية باتت في مراحل «متقدمة» لفتح تحقيق جنائي قد يؤدي إلى توجيه اتهام إلى شركة الاتصالات الصينية العملاقة «هواوي».

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن وزارة العدل الأميركية تنظر في ادعاءات بسرقة «هواوي» لأسرار تجارية من شركائها الأميركيين، ومن بين ذلك جهاز آلي لفحص الهواتف الذكية تابع لشركة تي – موبايل.

من الواضح جدا أن هذه خطوة من الادارة الأمريكية في إطار تكتيك تفاوض مع الصينيين، الذين من غير المحتمل أن يبقوا مكتوفي الأيدي، كما اثبت الأحداث السابقة ذلك.

 الأسواق حساسة جدا للعناوين الأخبار، في ظل التوتر التجاري بين أقوى اقتصادين في العالم.اليوم من المحتمل جدا أن تستمر حالة “الخوف” والإعراض عن المخاطرة، ما يعني استمرار ارتفاع الطلب على أصول الملاذ الآمنة سواء عملات الين والدولار الأمريكي أو الذهب.

هل المقال مفيد؟ لماذا لا تشاركه مع غيرك  💡

كلمات مفتاحية :
مقالات مشابهة :

ارتفاع الدولار والين مع تقلص شهية المخاطرة رغم إجراءات التحفيز الصينية:

ارتفع الين الياباني في التداولات الآسيوية، في حين تراجعت عملات السلع العالمية رغم قيام بنك الشعب الصيني بضخ الأموال فيمن أجل تحفيز الاقتصاد المحلي المتعثر ما يشير إلى تقلص شهية المخاطرة في الأسواق المالية.

هذا القلق بين المستثمرين جاء على خلفية التحقيقات التي تجريها السلطات الأمريكية مع عملاق الصناعات الإلكترونية الصيني هواوي، ما قد يضع عقبات أمام المفاوضات بين الدولتين لإنهاء حالة الاحتقان التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.

وتشير العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى استمرار حالة العزوف عن المخاطرة في فترة التداولات الأوروبية والأمريكية.

إجراءات التحفيز المالي الصينية:

في التداولات الآسيوية انخفضت جميع مؤشرات الأسهم الأمريكية في الأسواق الآجلة، وأيضا الدولار الأسترالي والنيوزيلندي والكندي، التي تجاهلت جميعها المكاسب التي حققتها البورصات المحلية بعد إعلان بنك الشعب الصيني عن حزمة تحفيزات مالية جديدة قياسية بلغت 380 مليار يوان أو ما يعادل 83 مليار دولار.

إجراءات بنك الصين تأتي في مساعٍ لتجنب أزمة سيولة يعيشها النظام المالي في البلاد قد تفرض مزيداً من الضغوط على الاقتصاد الذي يشهد ضعفاً نسبياً.

وتعهد صناع السياسات المالية في الصين بتطبيق حزمة من الإجراءات التحفيزية هذا العام لحماية الوظائف، في ظل نمو اقتصادي يعد الأقل وتيرة خلال 28 عاماً.

ولكن رغم هذا التحرك الصيني القوي لدعم ثاني اقتصاد في العالم، إلا أن المشاعر السلبية سيطرت على تداولات المستثمرين، والتي تجلت في هبوط مؤشرات العقود الآجلة وارتفاع الطلب على الأصول الآمنة.

الين الياباني، والذي يعتبر من عملات الملاذ الآمن ارتفع مقابل كل العملات الرئيسية الأخرى بما فيها الدولار الأمريكي، عملة الملاذ الثانية.

الين الياباني
الين الياباني

تكتيكات البيت الأبيض:

ويبدو أن مخاوف من تباطؤ الاقتصادي العالمي تساهم في تعكر مزاج المستثمرين، والأسباب أصلها من الولايات المتحدة الأمريكية، وبالضبط سياسات البيت الأبيض بقيادة ترامب.

الأول هو الإغلاق الحكومي، بسبب الخلاف بين ترامب والديمقراطيين حول ميزانية بناء الجدار على حدود المكسيك.

حيث صرح البيت الأبيض أنه يتوقع أن إغلاق الحكومة الأمريكية الحالي سيكلف الاقتصاد الأمريكي 0.13 نقطة مئوية من إجمالي الناتج المحلي الفصلي أسبوعيا.

قال الرئيس التنفيذي لبنك “جي.بي. مورغان” إن استمرار الإغلاق الحكومي بالولايات المتحدة قد يمحو النمو في أكبر اقتصاد في العالم.

وأضاف “جيمي دايمون” خلال مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين بعد نتائج أعمال الربع الرابع، يوم الثلاثاء، أن التوقعات تشير إلى أن استمرار الإغلاق الحكومي قد يخفض النمو إلى الصفر في الربع الأول من عام 2019.

السبب الثاني هو تخوف المستثمرين في تصعيد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد تقارير صحفية عن نية السلطات في واشنطن فتح تحقيق جنائي مع شركة هواوي الصينية.

أفاد تقرير صحافي أمس (الأربعاء)، بأن السلطات الأميركية باتت في مراحل «متقدمة» لفتح تحقيق جنائي قد يؤدي إلى توجيه اتهام إلى شركة الاتصالات الصينية العملاقة «هواوي».

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن وزارة العدل الأميركية تنظر في ادعاءات بسرقة «هواوي» لأسرار تجارية من شركائها الأميركيين، ومن بين ذلك جهاز آلي لفحص الهواتف الذكية تابع لشركة تي – موبايل.

من الواضح جدا أن هذه خطوة من الادارة الأمريكية في إطار تكتيك تفاوض مع الصينيين، الذين من غير المحتمل أن يبقوا مكتوفي الأيدي، كما اثبت الأحداث السابقة ذلك.

 الأسواق حساسة جدا للعناوين الأخبار، في ظل التوتر التجاري بين أقوى اقتصادين في العالم.اليوم من المحتمل جدا أن تستمر حالة “الخوف” والإعراض عن المخاطرة، ما يعني استمرار ارتفاع الطلب على أصول الملاذ الآمنة سواء عملات الين والدولار الأمريكي أو الذهب.

هل المقال مفيد؟ لماذا لا تشاركه مع غيرك  💡

كلمات مفتاحية :
مقالات مشابهة :