انخفضت الأسواق في جميع أنحاء العالم، على الرغم من حزمة التحفيز الضخمة وغير المسبوقة التي أعلن عنها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ليلة الأحد وكذلك الكثير من البنوك المركزية حول العالم تهدف إلى كبح حالة عدم اليقين الاقتصادي المتزايد الناجم عن وباء فيروس كورونا.

ليلة الأحد، خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي بمقدار 100 نقطة أساس إلى ما يقرب من الصفر. يبلغ سعر الفائدة الرئيسي للاحتياطي الفيدرالي الآن 0٪ إلى 0.25٪، وهو ما يتوافق مع أدنى مستوى سجله آخر مرة في عام 2015. كما أعلن الاحتياطي الفيدرالي عن برنامج لشراء سندات الخزينة بمقدار 700 مليار دولار.

ولكن يبدو أن هذه الإجراءات كان لها أثر عكسي، رغم أهميتها، حيث ترجمها الكثير من المستثمرين إلى مدى خوف صنّاع القرار من تطورات الوضع الحالي وأثره على النمو الاقتصادي.

طور: بيع كل شيء

المستثمرون في الوقت الراهن يبيعون كل شيء ويتابعون أخبار كورونا أكثر من شيء آخر. مادام المرض ينتشر، التفكير في الشراء الآن غير مطروح بتاتا خاصة في الأسهم.

في الظروف العادية، كان من الممكن أن تدفع إجراءات البنوك المركزية الأسواق عاليا، فالكثير من المستثمرين يرون أن توفير السيولة وحده لن يكون كافيا.

الذي حدث، هو أن الفيدرالي أعلن عن برنامج ضخم للتيسير النقدي، مع خفض الفائدة ب 100 نقطة أساس كاملة إلى حدود الصفر، كل هذا دون انتظار بضعة أيام أخرى.

في عقول أغلب المستثمرين دارت فكرة “لابد أن الأمر خطير للغاية”.

بالنسبة للكثيرين، أكدت هذه الإجراءات الدرامية التي قام بها الاحتياطي الفيدرالي خطورة الوضع الذي يهدد بدفع أكبر اقتصاد في العالم إلى الركود.

وقال آخرون إنه مع اضطراب الأسواق المالية وتباطؤ الاقتصاد، لا يمكن حل التأثير الواسع للفيروس على النشاط من خلال السياسة النقدية وحدها.

إجراءات الفيدرالي وحدها لن تكفي لتهدئة الاسواق، ولكن في حال تدخل الحكومة من أجل إعلان حزمة دعم ضريبي للشركات فإن ذلك من شأنه المساعدة.

الشيء الأكيد في السوق الآن هو أن الاقتصاد الأمريكي (والذي كان في حالة قوية قبل كورونا) ومعه الاقتصاد العالمي لا محالة سوف يدخل في مرحلة الركود. السؤال الآن هو إلى أي مدى؟

الأسواق الآن تقوم بتسعير هذا التوقع، أين سوف يشهد أداء الشركات المدرجة تراجع كبير في الأداء في العام الجاري.

الذهب أيضا يغرق:

الذهب أيضا لم ينجو هذا التيار الهابط، حيث سجل تراجع أسبوعي بلغ 11,75%   الأكبر منذ سنة 1983 حسب رويترز، كاسرا في طريقه كل مستويات الدعم الفنية.

يشبه البيع الحالي في سوق الذهب ما حدث خلال الأزمة المالية عام 2008.

حيث انخفض الذهب لعدة أشهر بنسبة 34,13%، قبل أن يعاود الارتفاع.

يعزى هذا التراجع التاريخي خلال الأسبوع الماضي إلى ” الاندفاع نحو النقود السائلة ” حيث يتخلى المستثمرون عن جميع فئات الأصول من أجل وضعها في البنك وخفض الخسائر.

كما أن هناك بعض المستثمرين الذين لا يردون الخروج من السوق (أو لا يستطيعون) يقومون بتسييل مواقعهم على الذهب من أجل دعم الصفقات المفتوحة باستعمال الهامش في سوق الأسهم.

العامل الآخر فني، حيث ادى تفعيل مراكز وقف الخسارة تحت مستويات الدعم الفنية المختلفة. فالكثير من المتداولين كانوا يراهنون على ارتفاع الذهب ودخلوا في مراكز شراء.

متى يتوقف الانهيار:

الاجابة البسيطة عندما يتوقف انتشار كورون، فهذا الفيروس يمنع الناس من الحركة، ومادام موجودا فإن الاقتصاد في خطر.

الأسواق الآن تنتظر أن يصل انتشار الفيروس إلى ذروة انتشاره، عند تلك اللحظة سوف يبدأ التعافي والصعود.

 ما معنى هذا؟

احصائيا، وباء لديه فترة توسع قبل أن يصل إلى الذروة ثم بدا في الانحسار. كما هو موضح في الرسم البياني المرفق من جامعة ميشيغان الطبية، والذي يضع سيناريو انتشار الفيروس في حالتين، اتخاذ إجراءات وقائية باللون الأصفر أو دون اتخاذ إجراءات وقائية بالأزرق.

مهما كان السيناريو والمدة فدائما هناك “ذروة” الانتشار.

لنأخذ مثال الصين، التي أعلنت أن الفيروس فيها بدا بالانحسار، لاحظ الرسم البياني من CNBC، الذي يوضح انتشار الفيروس في الصين مقابل بقية العالم.

من الواضح أن عدد حالات الإصابات في الصين قد وصلت إلى “الذروة”، في حين أن الأعداد في بقية العالم في تصاعد.

إذا، عندما تعلن الولايات المتحدة وبقية العالم الوصول إلى ذروة الانتشار، أو عندما تبدأ مؤشرات انحسار الوباء في الظهور، عند تلك اللحظة يمكن أن تبدأ الأسواق في التعافي.

التحليل الفني للذهب:

أسعار الفائدة المنخفضة حول العالم من المرجح أن تجعل المعدن النفيس “جذابا” للمستثمرين في نهاية المطاف. عندما تستقر الأوضاع.

ولكن بالنسبة لي الرؤية على المدى المتوسط غير واضحة، وعلى المدى الطويل الذهب وحسب سيناريو 2008 سوف يرتفع ولكن التوقيت غير واضح أيضا.

 في انتظار أن تستقر الأوضاع.

إذن سأحاول التركيز على المدى الزمني القصير.

السعر على الرسم البياني 1سا يتحرك داخل قناة سعرية هابطة ويحترمها بشدة.

السعر كسر مستوى الدعم 1511 الذي ارتد منه نهاية الأسبوع الماضي، ويقوم الآن بإعادة الاختبار.

الذهب ارتد اليوم من مستوى الدعم القوي 1451 الذي يمثل قاع على الرسم البياني اليومي.

الاتجاه على المدى القصير هابط، مادام السعر تحت المتوسط الحسابي 200 على الرسم البياني 1سا.

في حال كسر حاجر 1451 فستكون إشارة هبوط قوية اخرى.

تنبيه: التذبذب شديد والرؤية غير واضحة تماما لذلك فالمخاطر كبيرة، يرجى الحذر.