هل تتبع البنوك المركزية سياسة نقدية أقل تشددا؟

الفروق في أسعار الفائدة، المخاوف بشأن النمو العالمي و و إشارات التيسير النقدي في خطابات البنوك المركزية في الاقتصادات الكبرى، كل هذه العوامل أعطت دفعا قويا للدولار الأمريكي ليصل هذا الأسبوع إلى أعلى مستوياته في ستة أشهر. حتى عملات النفط و على رأسها الدولار الكندي تكافح من أجل تحقيق بعض المكاسب رغم الارتفاع الذي شهدته أسعار النفط مؤخرا.

النفط الخام تلقى  الكثير من القوة الدافعة في الأيام الماضية، أولا بسبب توقف الصادرات الروسية  نحو ألمانيا و بولندا بسبب مشاكل حول الجودة. و السبب الثاني هو إعلان الولايات المتحدة الأمريكية هذا الأسبوع أنها أن تمدد فترة الإعفاءات شراء النفط الإيراني التي تنتهي مع بداية مايو/آيار و الممنوحة لبعض الدول وشركاتها. بعبارة أخرى، فإن النفط الإيراني سوف يختفي تماما من السوق.

أنظار المستثمرين نهاية هذا الأسبوع سوف تكون متجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية أين سوف يصدر اليوم مؤشر الناتج المحلي الإجمالي للفصل الرابع. ويترقب المستثمرون تفاعل الاقتصاد الأمريكي مع أزمة الإغلاق الحكومي الجزئي وكذلك التراجع الذي شهدته الأسواق المالية الأمريكية في تلك الفترة.

سياسة التيسير النقدي:

في اليابان ، أبقى بنك اليابان (BoJ)  على سياسته النقدية دون تغيير، ولكن في إشارة إلى توجهاته المستقبلية أوضح البنك المركزي أنه لن يكون هناك رفع للفائدة في المستقبل القريب.

المحافظ كورودا صرح في مؤتمر صحافي بأنه :”من الممكن أن يتجاوز الإطار الزمني للتوقعات المستقبلية ربيع 2020 ، وبالتالي يمكن أن يبقي المعدلات منخفضة إلى ما بعد تلك الفترة الزمنية.”

 وكرر أن “الدورة الاقتصادية الايجابية كانت موجودة ، لكن أسعار المستهلك ظلت ضعيفة إلى حد ما” ، ويتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار الم

ستهلك نحو هدف + 2٪ “تدريجياً ولكن من المحتمل أن يستغرق وقتًا”.

و نغمة الاتجاه نحو التيسير النقدي الصادرة عن بنك اليابان تضعه في نفس الطريق مع  البنك الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأمريكي) والبنك المركزي الأوروبي، اللذين اُضطرا إلى تعليق مساع لتطبيع السياسة النقدية بسبب تنامي الضبابية بشأن آفاق الاقتصاد العالمي.

و في هذا الشأن أوضح كورودا : “الضبابية في الاقتصاد العالمي تلفت الانتباه، لذا نرغب في توضيح أننا سنُبقي أسعار الفائدة منخفضة لفترة طويلة للغاية”.

في كندا ، أبقى بنك كندا (BoC) سعر الفائدة الرئيسي ثابتًا يوم أمس وخفض توقعاته للنمو لهذا العام ، مما يشير إلى أنه من غير المحتمل حدوث زيادة أخرى في سعر الفائدة على المدى القريب. من خلال إسقاط أي إشارة إلى رفع أسعار الفائدة في المستقبل ، قدم الحاكم بولوز إشارة “الحمائم” الخاصة به في غضون عامين.

ما الذي يشغل السوق في الوقت الراهن؟

البريكسيت: لم  يطرأ أي شئ جديد منذ عطلة عيد الفصح.هناك حديث عن محاولة رئيس وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي تمرير اتفاقية الخروج بمشروعات قوانين قابلة للتعديل ، لكن لم يتغير شيء كبير لا توجد خطط للتصويت بعد ، والمحادثات مع حزب العمل جارية ، ولكنها لا تتقدم.

على الصعيد التجاري الصيني – الأمريكي ، أعلن الممثل التجاري روبرت لايتيزر ووزير الخزانة ستيفن منوشين في وقت سابق من هذا الأسبوع أنهما سيسافران إلى بكين لإجراء محادثات تجارية تبدأ في 30 أبريل.

التوترات الجيوسياسية:ايران تهدد بإغلاق مضيق هرمز الحيوي لتجارة النفط العالمية، كرد مباشر على العقوبات الاقتصادية الأمريكية.

نظرة فنية: مؤشر الدولار

مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الخضراء مقابل سلة من ستة عملات ارتفع بقوة في الأيام الماضية  ليصل إلى أعلى مستوياته في حوالي عامين عند 98,14 ،واستطاع المؤشر اختراق مستوى المقاومة القوي عند 97,71، و الذي يمثل الخط العلوي لنموذج المثلث الصاعد، إضافة إلى مستوى تصحيح فيبوناتشي 61,2

الرسم الباني اليومي مؤشر الدولار الأمريكي

هذا الاختراق يعتبر إشارة قوية لمزيد من الارتفاعات المستقبلية.

مستوى المقاومة التالي سوف يكون عند 98,68 ثم 99,85، و في حالة عودة السعر دون 97.71 و هو احتمال ضعيف في الوقت الراهن فإن خط الاتجاه الصاعد سوف يكون مستوى الدعم الأقوى.

هل المقال مفيد؟ لماذا لا تشاركه مع غيرك  💡

كلمات مفتاحية :
مقالات مشابهة :

هل تتبع البنوك المركزية سياسة نقدية أقل تشددا؟

الفروق في أسعار الفائدة، المخاوف بشأن النمو العالمي و و إشارات التيسير النقدي في خطابات البنوك المركزية في الاقتصادات الكبرى، كل هذه العوامل أعطت دفعا قويا للدولار الأمريكي ليصل هذا الأسبوع إلى أعلى مستوياته في ستة أشهر. حتى عملات النفط و على رأسها الدولار الكندي تكافح من أجل تحقيق بعض المكاسب رغم الارتفاع الذي شهدته أسعار النفط مؤخرا.

النفط الخام تلقى  الكثير من القوة الدافعة في الأيام الماضية، أولا بسبب توقف الصادرات الروسية  نحو ألمانيا و بولندا بسبب مشاكل حول الجودة. و السبب الثاني هو إعلان الولايات المتحدة الأمريكية هذا الأسبوع أنها أن تمدد فترة الإعفاءات شراء النفط الإيراني التي تنتهي مع بداية مايو/آيار و الممنوحة لبعض الدول وشركاتها. بعبارة أخرى، فإن النفط الإيراني سوف يختفي تماما من السوق.

أنظار المستثمرين نهاية هذا الأسبوع سوف تكون متجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية أين سوف يصدر اليوم مؤشر الناتج المحلي الإجمالي للفصل الرابع. ويترقب المستثمرون تفاعل الاقتصاد الأمريكي مع أزمة الإغلاق الحكومي الجزئي وكذلك التراجع الذي شهدته الأسواق المالية الأمريكية في تلك الفترة.

سياسة التيسير النقدي:

في اليابان ، أبقى بنك اليابان (BoJ)  على سياسته النقدية دون تغيير، ولكن في إشارة إلى توجهاته المستقبلية أوضح البنك المركزي أنه لن يكون هناك رفع للفائدة في المستقبل القريب.

المحافظ كورودا صرح في مؤتمر صحافي بأنه :”من الممكن أن يتجاوز الإطار الزمني للتوقعات المستقبلية ربيع 2020 ، وبالتالي يمكن أن يبقي المعدلات منخفضة إلى ما بعد تلك الفترة الزمنية.”

 وكرر أن “الدورة الاقتصادية الايجابية كانت موجودة ، لكن أسعار المستهلك ظلت ضعيفة إلى حد ما” ، ويتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار الم

ستهلك نحو هدف + 2٪ “تدريجياً ولكن من المحتمل أن يستغرق وقتًا”.

و نغمة الاتجاه نحو التيسير النقدي الصادرة عن بنك اليابان تضعه في نفس الطريق مع  البنك الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأمريكي) والبنك المركزي الأوروبي، اللذين اُضطرا إلى تعليق مساع لتطبيع السياسة النقدية بسبب تنامي الضبابية بشأن آفاق الاقتصاد العالمي.

و في هذا الشأن أوضح كورودا : “الضبابية في الاقتصاد العالمي تلفت الانتباه، لذا نرغب في توضيح أننا سنُبقي أسعار الفائدة منخفضة لفترة طويلة للغاية”.

في كندا ، أبقى بنك كندا (BoC) سعر الفائدة الرئيسي ثابتًا يوم أمس وخفض توقعاته للنمو لهذا العام ، مما يشير إلى أنه من غير المحتمل حدوث زيادة أخرى في سعر الفائدة على المدى القريب. من خلال إسقاط أي إشارة إلى رفع أسعار الفائدة في المستقبل ، قدم الحاكم بولوز إشارة “الحمائم” الخاصة به في غضون عامين.

ما الذي يشغل السوق في الوقت الراهن؟

البريكسيت: لم  يطرأ أي شئ جديد منذ عطلة عيد الفصح.هناك حديث عن محاولة رئيس وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي تمرير اتفاقية الخروج بمشروعات قوانين قابلة للتعديل ، لكن لم يتغير شيء كبير لا توجد خطط للتصويت بعد ، والمحادثات مع حزب العمل جارية ، ولكنها لا تتقدم.

على الصعيد التجاري الصيني – الأمريكي ، أعلن الممثل التجاري روبرت لايتيزر ووزير الخزانة ستيفن منوشين في وقت سابق من هذا الأسبوع أنهما سيسافران إلى بكين لإجراء محادثات تجارية تبدأ في 30 أبريل.

التوترات الجيوسياسية:ايران تهدد بإغلاق مضيق هرمز الحيوي لتجارة النفط العالمية، كرد مباشر على العقوبات الاقتصادية الأمريكية.

نظرة فنية: مؤشر الدولار

مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الخضراء مقابل سلة من ستة عملات ارتفع بقوة في الأيام الماضية  ليصل إلى أعلى مستوياته في حوالي عامين عند 98,14 ،واستطاع المؤشر اختراق مستوى المقاومة القوي عند 97,71، و الذي يمثل الخط العلوي لنموذج المثلث الصاعد، إضافة إلى مستوى تصحيح فيبوناتشي 61,2

الرسم الباني اليومي مؤشر الدولار الأمريكي

هذا الاختراق يعتبر إشارة قوية لمزيد من الارتفاعات المستقبلية.

مستوى المقاومة التالي سوف يكون عند 98,68 ثم 99,85، و في حالة عودة السعر دون 97.71 و هو احتمال ضعيف في الوقت الراهن فإن خط الاتجاه الصاعد سوف يكون مستوى الدعم الأقوى.

هل المقال مفيد؟ لماذا لا تشاركه مع غيرك  💡

كلمات مفتاحية :
مقالات مشابهة :