هل يستمر الذهب في الارتفاع في عام 2019؟ تحليل أساسي وفني

شهدت أسعار الذهب ارتفاعات قوية منذ منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مع تقلص شهية المخاطرة في الأسواق العالمية، و الانخفاض الذي شهدته مختلف المؤشرات العالمية وخاصة الأمريكية منها.

من المعروف أن الذهب من أصول الملاذات الآمنة، لذلك في الغالب في اتجاه اسعاره تكون في الغالب معاكسة لحركة المؤشرات و الأسهم.

هذا التحول في مشاعر المستثمرين في السوق كان لعدة أسباب.

تراجع شهية المخاطرة:

الحرب التجارية المحتدمة بين الولايات المتحدة و الصين واحدة من أهم هذه الأسباب، و أثرها السلبي الكبير على نمو الاقتصاد العالمي. ولقد ظهرت تداعيات هذا الصراع بشكل خاص على الاقتصاد والصيني الذي يعاني من أضعف معدلات نمو منذ 28 عاما.

لكن ليس الصين وحدها من تعاني، فحتى الشركات الأمريكية الكبرى بدأت تظهر عليها علامات التأثر، و أوضح مثال على ذلك إعلان شركة آبل تراجع أرباحها في الربع الأخير من العام الماضي بسبب تراجع مبيعاتها في الصين ، وهو ما أطلق شرارة تراجع قوية في أسهم الشركة  و معها جميع المؤشرات العالمية.

الاقتصاد الأمريكي تتمتع بمعدلات نمو قوية في السنوات الماضية، و هذا ما شجع الاحتياطي الفيدرالي على  تشديد سياسته النقدية، عن طريق رفع معدلات الفائدة بداية من ديسمبر/كانون الأول عام 2015.

إضافة إلى برنامج شهري ثابت  بقيمة 50مليار دولار للتطبيع ميزانية البنك الفيدرالي.

في العام الماضي فقط قام برفع الفائدة  5مرات، وهذا ما دعم الدولار الأمريكي بقوة الذي ارتفع مقابل أغلب العملات الرئيسية العالمية وضغط على أسعار الذهب.

مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس قوة العملة مقابل سلة من ست عملات ارتفع في عام 2018 بنسبة 4.16%.

و لكن هذه الصورة من المتوقع أن تتغير في العام الجاري 2019.

البنك الاحتياطي الفيدرالي ، يرى أن نمو الاقتصاد الأمريكي سوف يتراجع خلال هذا العام. ورغم أن مسؤولي السياسة النقدية لا يتوقعون أن يؤثر ذلك على الوظائف والاستهلاك الداخلي، إلا أن البنك بعث باشارات إلى السوق بأنه سوف يراجع خطط رفع الفائدة إذا لزم الأمر ذلك.

حيث صرح رئيس الفيدرالي جيروم باول:إذا كان النمو العالمي يتباطأ أكثر، “يمكنني أن أؤكد لكم … يمكننا التحرك بمرونة وبسرعة، ويمكن أن نفعل ذلك بشكل ملحوظ إذا كان ذلك مناسبًا”.

في أوروبا، تطغى قضية البريكسيت على كل القضايا الأخرى، و مع اقتراب موعد خروج بريطانيا لا تزال الأمور غير واضحة تماما، و مازالت أسوء الاحتمالات ممكنة الحدوث( ولو بنسبة ضئيلة في الوقت الراهن)،وهو  بريكسيت غير منظم و الذي سوف تكون له تداعيات سلبية على الاقتصاد الأوروبي.

إذن لدينا، الحرب التجارية، أسعار الفائدة الأمريكية و البريكسيت قضايا تبث الشك و الخوف في نفوس المستثمرين و من الممكن أن تدفعهم لشراء أصول الملاذات الآمنة و منها الذهب.

نظرة فنية على أسعار الذهب:

يتداول الذهب منذ بداية العام الجاري في محيط  1290-1300 دولار للأوقية، وهو مستوى مقاومة قوي جدا ، لذلك و من الناحية الفنية في حالة اختراق هذا المستوى فإنها ستكون إشارة لمزيد من الارتفاعات القوية.

ما الذي يجعل هذا المستوى قوي(انظر الرسم البياني):

مستوى تصحيح فيبوناتشي 61.8 على الرسم البياني اليومي للموجة الهابطة من مستويات 1367.

الترند الهابط على الرسم البياني الأسبوعي الهابط من اعلى قمة تاريخية للذهب 1920 و التي بلغها في عام 2011 بعد الأزمة المالية العالمية و التي تبعتها أزمة الديون السيادية الأوروبية .

الذهب الآن يحوم حول هذه المستويات، و هو ما يشير إلى انتظار و ترقب المستثمرين إلى تطورات العوامل الثلاثة السابقة الذكر.

أي خبر سلبي، و خاصة في حول قضية الحرب التجارية سوف يعطي دفعا قويا للذهب يساعده على اختراق مستوى المقاومة 1290-1300، و هذا الاختراق بدوره سيعتبر إشارة فنية قوية للمزيد من الصعود.

هل المقال مفيد؟ لماذا لا تشاركه مع غيرك  💡

كلمات مفتاحية :
مقالات مشابهة :

هل يستمر الذهب في الارتفاع في عام 2019؟ تحليل أساسي وفني

شهدت أسعار الذهب ارتفاعات قوية منذ منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مع تقلص شهية المخاطرة في الأسواق العالمية، و الانخفاض الذي شهدته مختلف المؤشرات العالمية وخاصة الأمريكية منها.

من المعروف أن الذهب من أصول الملاذات الآمنة، لذلك في الغالب في اتجاه اسعاره تكون في الغالب معاكسة لحركة المؤشرات و الأسهم.

هذا التحول في مشاعر المستثمرين في السوق كان لعدة أسباب.

تراجع شهية المخاطرة:

الحرب التجارية المحتدمة بين الولايات المتحدة و الصين واحدة من أهم هذه الأسباب، و أثرها السلبي الكبير على نمو الاقتصاد العالمي. ولقد ظهرت تداعيات هذا الصراع بشكل خاص على الاقتصاد والصيني الذي يعاني من أضعف معدلات نمو منذ 28 عاما.

لكن ليس الصين وحدها من تعاني، فحتى الشركات الأمريكية الكبرى بدأت تظهر عليها علامات التأثر، و أوضح مثال على ذلك إعلان شركة آبل تراجع أرباحها في الربع الأخير من العام الماضي بسبب تراجع مبيعاتها في الصين ، وهو ما أطلق شرارة تراجع قوية في أسهم الشركة  و معها جميع المؤشرات العالمية.

الاقتصاد الأمريكي تتمتع بمعدلات نمو قوية في السنوات الماضية، و هذا ما شجع الاحتياطي الفيدرالي على  تشديد سياسته النقدية، عن طريق رفع معدلات الفائدة بداية من ديسمبر/كانون الأول عام 2015.

إضافة إلى برنامج شهري ثابت  بقيمة 50مليار دولار للتطبيع ميزانية البنك الفيدرالي.

في العام الماضي فقط قام برفع الفائدة  5مرات، وهذا ما دعم الدولار الأمريكي بقوة الذي ارتفع مقابل أغلب العملات الرئيسية العالمية وضغط على أسعار الذهب.

مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس قوة العملة مقابل سلة من ست عملات ارتفع في عام 2018 بنسبة 4.16%.

و لكن هذه الصورة من المتوقع أن تتغير في العام الجاري 2019.

البنك الاحتياطي الفيدرالي ، يرى أن نمو الاقتصاد الأمريكي سوف يتراجع خلال هذا العام. ورغم أن مسؤولي السياسة النقدية لا يتوقعون أن يؤثر ذلك على الوظائف والاستهلاك الداخلي، إلا أن البنك بعث باشارات إلى السوق بأنه سوف يراجع خطط رفع الفائدة إذا لزم الأمر ذلك.

حيث صرح رئيس الفيدرالي جيروم باول:إذا كان النمو العالمي يتباطأ أكثر، “يمكنني أن أؤكد لكم … يمكننا التحرك بمرونة وبسرعة، ويمكن أن نفعل ذلك بشكل ملحوظ إذا كان ذلك مناسبًا”.

في أوروبا، تطغى قضية البريكسيت على كل القضايا الأخرى، و مع اقتراب موعد خروج بريطانيا لا تزال الأمور غير واضحة تماما، و مازالت أسوء الاحتمالات ممكنة الحدوث( ولو بنسبة ضئيلة في الوقت الراهن)،وهو  بريكسيت غير منظم و الذي سوف تكون له تداعيات سلبية على الاقتصاد الأوروبي.

إذن لدينا، الحرب التجارية، أسعار الفائدة الأمريكية و البريكسيت قضايا تبث الشك و الخوف في نفوس المستثمرين و من الممكن أن تدفعهم لشراء أصول الملاذات الآمنة و منها الذهب.

نظرة فنية على أسعار الذهب:

يتداول الذهب منذ بداية العام الجاري في محيط  1290-1300 دولار للأوقية، وهو مستوى مقاومة قوي جدا ، لذلك و من الناحية الفنية في حالة اختراق هذا المستوى فإنها ستكون إشارة لمزيد من الارتفاعات القوية.

ما الذي يجعل هذا المستوى قوي(انظر الرسم البياني):

مستوى تصحيح فيبوناتشي 61.8 على الرسم البياني اليومي للموجة الهابطة من مستويات 1367.

الترند الهابط على الرسم البياني الأسبوعي الهابط من اعلى قمة تاريخية للذهب 1920 و التي بلغها في عام 2011 بعد الأزمة المالية العالمية و التي تبعتها أزمة الديون السيادية الأوروبية .

الذهب الآن يحوم حول هذه المستويات، و هو ما يشير إلى انتظار و ترقب المستثمرين إلى تطورات العوامل الثلاثة السابقة الذكر.

أي خبر سلبي، و خاصة في حول قضية الحرب التجارية سوف يعطي دفعا قويا للذهب يساعده على اختراق مستوى المقاومة 1290-1300، و هذا الاختراق بدوره سيعتبر إشارة فنية قوية للمزيد من الصعود.

هل المقال مفيد؟ لماذا لا تشاركه مع غيرك  💡

كلمات مفتاحية :
مقالات مشابهة :