انخفض زوج اليورو دولار بحدة في تداولات الأمس، كما توقعت في التحليل الأخير ولكن ليس للأسباب التي ذكرتها بل على العكس تماما.
السبب الرئيسي في انخفاض الزوج هو ارتفاع الطلب على الدولار الأمريكي كعملة ملاذ آمن عالية السيولة، بعد انهيار الأسهم العالمية بنسب قياسية وشح السيولة في السوق.
البنك المركزي الأوروبي خيب آمال المستثمرين بتثبيت أسعار الفائدة عكس المتوقع، ورغم إعلان البنك يوم الخميس عن حزمة تحفيز مالي توفر القروض للبنوك التجارية بأسعار منخفضة تصل إلى -0.75٪، ورفع قيمة برنامج شراء الأصول (السندات) إلى 120 مليار يورو، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لتهدئة مخاوف المستثمرين.
وتحرك الاحتياطي الفيدرالي لتوفير 1.5 تريليون دولار من السيولة قصيرة الأجل، لكن أسواق المال تظهر أن المستثمرين يتوقعون أن البنك الفيدرالي سيتعين عليه أن يذهب أبعد من ذلك لإعادة الهدوء إلى الأسواق المالية.
إعلان ايطاليا الحجر الصحي في كامل البلاد لمكافحة انتشار فيروس كورونا، ثم إعلان الرئيس الأمريكي حظر السفر من وإلى أغلب الدول الأوروبية، مع استمرار ارتفاع عدد الإصابات والوفيات عبر العالم أدخل المستثمرين في الأسواق المالية العالمية في حالة “الذعر”.
ما زاد من حدة “الذعر” هو تباطؤ الحكومات في التحرك والتنسيق فيما بينها في نظر السوق، سواء من أجل التصدي لانتشار الفيروس أو مواجهة آثار ها الاقتصادية.
فقبل خيبة الامل من البنك المركزي الأوروبي، كان للأسواق صدمة أخرى مع ترامب الذي لم تقنع حزمة الدعم الاقتصادي التي وعد بها المستثمرين.
الفائز الأكبر في هذه المرحلة هي عملات الملاذ الآمن، ويبدو أن الدولار قد استعادة هذه الصفة في اليومين الأخيرين.
وتتطلع الأسواق إلى استجابة سياسية أكثر تنسيقاً اليوم أو خلال عطلة نهاية الأسبوع.
نقطة مهمة
من المتوقع أن يتخذ الفيدرالي إجراءات تيسير نقدي كبير من أجل دعم الاقتصاد في الفترة المقبلة، سواء بضخ السيولة مباشرة أو تخفيض معدل الفائدة إلى الصفر.
وهذا من الممكن أن يضغط على الدولار، ولكن ليس في ظروف السوق الحالية الذي يشهد طلبا كبيرا على السيولة، وليس هناك عملة أخرى تجاري العملة الخضراء في هذا المجال.
تشير حركة السعر أمس إلى أن السيولة هي العامل المهيمن في تداول العملات طالما ظل السوق تحت مستويات ضغط مرتفعة للغاية. في الوقت الحالي، يظل اليورو في المرتبة الثانية، بدلاً من الين.
التحليل الفني لزوج اليورو دولار EURUSD:
السعر تحرك أمس أكثر من 280 نقطة بين أعلى وأدنى مستوى له، في حركة تذبذب قوية، ورغم ذلك فإن زوج اليورو دولار احترم بشدة المستويات الفنية أثناء هذه الحركة.
الزوج كان قد كسر خط الاتجاه الصاعد ومستوى تصحيح فيبوناتشي 23.6% عند 1,1316 ثم أعاد اختباره قبل أن يكمل المسير نحو الأسفل.
السعر وجد بعض الصعوبة في اختراق مستوى الدعم القوي 1,1216- 1,1224 الذي يمثل تصحيح فيبوناتشي 38,2% والقمة السابقة على الرسم البياني اليومي.
بعد قرار المركزي الأوروبي تمكن السعر من اختراق هذا الدعم واختبار مستوى تصحيح فيبوناتشي 61,8% عند 1,1048.
الآن وقت كتابة هذا التحليل السعر عاد يختبر مستوى الدعم المكسور عند 1,1216.
بالمختصر حركة الزوج ورغم قوة التذبذب كانت محصورة في نطاق تصحيحات مستويات فيبوناتشي كما هي مرسومة في الرسم البياني المرفق.
الآن السعر يتحرك تحت خط الاتجاه الهابط المتشكل حديثا، وأيضا تحت مستويات المتوسط الحسابي 200 و100.
الخلاصة:
فنيا و أساسيا اليورو يوجد تحت الضغط مقابل الدولار و سيكون الملائم البحث عن فرص البيع من المستويات الفنية المذكورة ن مع الأخذ في الاعتبار درجة التذبذب الكبيرة، التي تولد فرص ومخاطرة كبيرة.
بالتوفيق للجميع.
