النفط أسوء أداء يومي منذ شهور والسبب: عودة النفط الإيراني والموجة الثالثة من الوباء 

انخفضت أسعار النفط بحدة يوم الاثنين في أسوأ أداء يومي للذهب الأسود منذ مايو 2020 عندما هبط سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى المنطقة السلبية. هذه التراجعات جاءت على خلفية العديد من العوامل السلبية، أهما الموجة الثالثة من تفشي وباء كورونا في أوروبا والهند ومناطق أخرى، وأيضا بداية مفاوضات الاتفاق النووي في فيينا التي قد تمهد الطريق لعود النفط الإيراني إلى السوق العالمي واخير إعلان اوبك+ عن خططها لرفع لإنتاج وان كانت بأحجام صغيرة.

تم تداول خام غرب تكساس الوسيط منخفضًا بنسبة 5.22٪ حوالي الساعة 2 ظهرًا. يوم الاثنين، انخفض 3.24 دولار للبرميل اليوم عند 58.21 دولار. تم تداول مؤشر برنت منخفضًا بنسبة 4.81٪ خلال اليوم، أو انخفض بمقدار 3.12 دولارًا للبرميل عند 61.79 دولارًا.

عودة النفط الإيراني إلى السوق العالمي:

من المقرر ا أن تجتمع إيران والولايات المتحدة هذا الأسبوع لمناقشة إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي. إذا نجحت المفاوضات، فقد يعني ذلك أنه ستكون هناك زيادة في كمية النفط الخام الإيراني، والتي تخنقها العقوبات الأمريكية حاليًا.

ويهدف الاجتماع إلى إعادة إيران والولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، والذي تخلى عنه لاحقًا الرئيس السابق دونالد ترامب. منذ ذلك الحين، فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية صارمة، بما في ذلك الحد من صادراتها النفطية.

تصر إيران على أنه لا يمكنها العودة إلى الامتثال للاتفاق النووي إلا إذا تراجعت الولايات المتحدة عن تلك العقوبات ورفعتها، بينما تريد إدارة بايدن أن تتصرف إيران أولاً.

على الرغم من أن فرص إبرام صفقة في أي وقت قريب تبدو ضعيفة، إلا أن بدء المحادثات أشعل الآمال في عودة محتملة للنفط الإيراني إلى السوق العالمية. تراجعت صادرات النفط الخام الإيراني بشكل حاد منذ أن شددت الولايات المتحدة العقوبات في 2018.

 حيث انخفضت من أكثر من 2.2 مليون برميل يوميًا إلى 0.192 مليون برميل يوميًا مؤخرًا (الرسم البياني أدناه). يعني ذلك، أن العودة الكاملة لإنتاج إيران قد يضيف أكثر من مليوني برميل في اليوم إلى الإمدادات العالمية.

صادراتايران من النفط الخام

EURUSD اليورو دولار الرسم البياني اليومي 1
EURUSD اليورو دولار الرسم البياني اليومي 1

أوبك+ تقرر رفع الإنتاج ولكن بشكل ضئيل:

قررت مجموعة أوبك+ في ختام اجتماعها الشهري الخميس الماضي زيادة الإنتاج بواقع 350 ألف برميل يوميا في مايو، ونفس الكمية في يونيو المقبل، ثم زيادة 400 ألف برميل يوميا في يوليو المقبل. وكانت هذه الزيادة عكس توقعات الأسواق التي تشير إلى أن الكارتل النفطي سوف يبقي على مستويات الإنتاج السابقة.

رغم ذلك، تُعد هذه الزيادة هزيلة في ضوء إجمالي حجم خفض الإنتاج من قبل دول المجموعة البالغ 7.2 مليون برميل يوميا. بذلك يتراجع حجم خفض الإنتاج من قبل دول المجموعة إلى 6.5 مليون برميل في مايو المقبل مقابل الخفض الحالي بواقع 7.00 مليون برميل يوميا.

أسعار النفط لم تتأثر بشكل كبير بهذا التطور، لأن الكثير من المشاركين في السوق يعتقدون أنه أحجام الزيادة في الإنتاج صغيرة ويمكن امتصاصها بسهولة مع بداية التعافي في بعض الاقتصادات العالمية في إشارة على استقرار حالة العرض والطلب في السوق، رفعت المملكة العربية السعودية سعر البيع الرسمي للخام في آسيا.

وتواجه الأسعار أيضًا عدة رياح معاكسة، بما في ذلك زيادة أكبر من المتوقع في مخزونات خام، وقرار المملكة المتحدة بتمديد حظر السفر إلى الخارج. أدى الانتشار الفيروسي في أجزاء من الاتحاد الأوروبي وحملة اللقاح البطيئة نسبيًا في المنطقة إلى الضغط على توقعات الطلب على الطاقة.

إضافة إلى القارة العجوز الغارقة في وحل السيطرة على تفشي الموجة الثالثة للوباء، ارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا في الهند – وهي مستورد رئيسي للنفط. فقد أبلغت الهند يوم الاثنين عن أكبر عدد من حالات الإصابة اليومية الجديدة بـ Covid-19 منذ بدء الوباء، مما أدى إلى إغلاق في مومباي أكبر مدنها. و هذا يمكن أن يهدد الطلب على الوقود.

البيانات الأمريكية تدعم أسعار النفط:

على الجانب الإيجابي، الأوضاع في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم تسير نحو التحسن، وعودة الاقتصاد إلى حالة النمو.

 جاءت قراءة مؤشر ISM الأمريكي غير الصناعي لمؤشر مديري المشتريات (ISM) أقوى بكثير من المتوقع، إضافة زيادة كبيرة في وظائف الخدمات في تقرير الوظائف غير الزراعية، مما يدعم زخم النمو لأكبر اقتصاد في العالم.

بالنظر إلى المستقبل، تعلن إدارة معلومات الطاقة (EIA) عن بيانات المخزونات الأسبوعية في 7 أبريل، مع التوقعات تشير إلى انخفاض بمقدار 2 مليون برميل في المخزونات. ر يوم الأربعاء تصدر أرقام مؤشر مديري المشتريات لخدمة ماركيت سيصدر في منطقة اليورو، كما سيتم مراقبة محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يوم الخميس عن كثب.

هل المقال مفيد؟ لماذا لا تشاركه مع غيرك  💡

مقالات مشابهة :

النفط أسوء أداء يومي منذ شهور والسبب: عودة النفط الإيراني والموجة الثالثة من الوباء 

انخفضت أسعار النفط بحدة يوم الاثنين في أسوأ أداء يومي للذهب الأسود منذ مايو 2020 عندما هبط سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى المنطقة السلبية. هذه التراجعات جاءت على خلفية العديد من العوامل السلبية، أهما الموجة الثالثة من تفشي وباء كورونا في أوروبا والهند ومناطق أخرى، وأيضا بداية مفاوضات الاتفاق النووي في فيينا التي قد تمهد الطريق لعود النفط الإيراني إلى السوق العالمي واخير إعلان اوبك+ عن خططها لرفع لإنتاج وان كانت بأحجام صغيرة.

تم تداول خام غرب تكساس الوسيط منخفضًا بنسبة 5.22٪ حوالي الساعة 2 ظهرًا. يوم الاثنين، انخفض 3.24 دولار للبرميل اليوم عند 58.21 دولار. تم تداول مؤشر برنت منخفضًا بنسبة 4.81٪ خلال اليوم، أو انخفض بمقدار 3.12 دولارًا للبرميل عند 61.79 دولارًا.

عودة النفط الإيراني إلى السوق العالمي:

من المقرر ا أن تجتمع إيران والولايات المتحدة هذا الأسبوع لمناقشة إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي. إذا نجحت المفاوضات، فقد يعني ذلك أنه ستكون هناك زيادة في كمية النفط الخام الإيراني، والتي تخنقها العقوبات الأمريكية حاليًا.

ويهدف الاجتماع إلى إعادة إيران والولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، والذي تخلى عنه لاحقًا الرئيس السابق دونالد ترامب. منذ ذلك الحين، فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية صارمة، بما في ذلك الحد من صادراتها النفطية.

تصر إيران على أنه لا يمكنها العودة إلى الامتثال للاتفاق النووي إلا إذا تراجعت الولايات المتحدة عن تلك العقوبات ورفعتها، بينما تريد إدارة بايدن أن تتصرف إيران أولاً.

على الرغم من أن فرص إبرام صفقة في أي وقت قريب تبدو ضعيفة، إلا أن بدء المحادثات أشعل الآمال في عودة محتملة للنفط الإيراني إلى السوق العالمية. تراجعت صادرات النفط الخام الإيراني بشكل حاد منذ أن شددت الولايات المتحدة العقوبات في 2018.

 حيث انخفضت من أكثر من 2.2 مليون برميل يوميًا إلى 0.192 مليون برميل يوميًا مؤخرًا (الرسم البياني أدناه). يعني ذلك، أن العودة الكاملة لإنتاج إيران قد يضيف أكثر من مليوني برميل في اليوم إلى الإمدادات العالمية.

صادراتايران من النفط الخام

EURUSD اليورو دولار الرسم البياني اليومي 1
EURUSD اليورو دولار الرسم البياني اليومي 1

أوبك+ تقرر رفع الإنتاج ولكن بشكل ضئيل:

قررت مجموعة أوبك+ في ختام اجتماعها الشهري الخميس الماضي زيادة الإنتاج بواقع 350 ألف برميل يوميا في مايو، ونفس الكمية في يونيو المقبل، ثم زيادة 400 ألف برميل يوميا في يوليو المقبل. وكانت هذه الزيادة عكس توقعات الأسواق التي تشير إلى أن الكارتل النفطي سوف يبقي على مستويات الإنتاج السابقة.

رغم ذلك، تُعد هذه الزيادة هزيلة في ضوء إجمالي حجم خفض الإنتاج من قبل دول المجموعة البالغ 7.2 مليون برميل يوميا. بذلك يتراجع حجم خفض الإنتاج من قبل دول المجموعة إلى 6.5 مليون برميل في مايو المقبل مقابل الخفض الحالي بواقع 7.00 مليون برميل يوميا.

أسعار النفط لم تتأثر بشكل كبير بهذا التطور، لأن الكثير من المشاركين في السوق يعتقدون أنه أحجام الزيادة في الإنتاج صغيرة ويمكن امتصاصها بسهولة مع بداية التعافي في بعض الاقتصادات العالمية في إشارة على استقرار حالة العرض والطلب في السوق، رفعت المملكة العربية السعودية سعر البيع الرسمي للخام في آسيا.

وتواجه الأسعار أيضًا عدة رياح معاكسة، بما في ذلك زيادة أكبر من المتوقع في مخزونات خام، وقرار المملكة المتحدة بتمديد حظر السفر إلى الخارج. أدى الانتشار الفيروسي في أجزاء من الاتحاد الأوروبي وحملة اللقاح البطيئة نسبيًا في المنطقة إلى الضغط على توقعات الطلب على الطاقة.

إضافة إلى القارة العجوز الغارقة في وحل السيطرة على تفشي الموجة الثالثة للوباء، ارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا في الهند – وهي مستورد رئيسي للنفط. فقد أبلغت الهند يوم الاثنين عن أكبر عدد من حالات الإصابة اليومية الجديدة بـ Covid-19 منذ بدء الوباء، مما أدى إلى إغلاق في مومباي أكبر مدنها. و هذا يمكن أن يهدد الطلب على الوقود.

البيانات الأمريكية تدعم أسعار النفط:

على الجانب الإيجابي، الأوضاع في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم تسير نحو التحسن، وعودة الاقتصاد إلى حالة النمو.

 جاءت قراءة مؤشر ISM الأمريكي غير الصناعي لمؤشر مديري المشتريات (ISM) أقوى بكثير من المتوقع، إضافة زيادة كبيرة في وظائف الخدمات في تقرير الوظائف غير الزراعية، مما يدعم زخم النمو لأكبر اقتصاد في العالم.

بالنظر إلى المستقبل، تعلن إدارة معلومات الطاقة (EIA) عن بيانات المخزونات الأسبوعية في 7 أبريل، مع التوقعات تشير إلى انخفاض بمقدار 2 مليون برميل في المخزونات. ر يوم الأربعاء تصدر أرقام مؤشر مديري المشتريات لخدمة ماركيت سيصدر في منطقة اليورو، كما سيتم مراقبة محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يوم الخميس عن كثب.

هل المقال مفيد؟ لماذا لا تشاركه مع غيرك  💡

مقالات مشابهة :