خبراء: اليورو قوي وسوف يبقى قوي، السؤال هو، الى أي حد؟

ارتفع زوج اليورو دولار وحقق مكاسب قوية لجلسة التداول الثانية على التوالي. حاليا، يتداول الزوج عند مستوى 1.2119، بارتفاع 0.73٪ في اليوم. وكان العامل المحفز لهذا الارتفاع هو صدور تقارير ان محادثات الائتلاف الألماني لتشكيل الحكومة الجديدة حققت تقدما كبيرا.

اليورو كان قد ارتفع بقوة في اليوم السابق بعد صدور محضر اجتماع البنك المركزي الأوروبي، ثم تبعه المؤتمر الصحفي لماريو دراغي رئيس البنك، الذي ألمح إلى إمكانية انتهاج سياسة نقدية أكثر تشددا، في اشارة فهمتها الأسواق على أن نهاية العمل ببرنامج التيسير الكمي أضحت قريبة، وربما ايضا رفع الفائدة في ظل تحسن الأوضاع الاقتصادية في منطقة اليورو.

لهجة صقورية للبنك المركزي الأوروبي:

وكان محضر اجتماع البنك المركزي الأوروبي ECB، الذي صدر يوم الأربعاء، متشددا في لهجته حول السياسة النقدية المستقبلية. وقال صناع السياسة، إن المخاطر على التوقعات الحالية هي في الاتجاه الصعودي، الأمر الذي قد يتطلب تحولا تدريجيا في السياسة النقدية في الأشهر القليلة المقبلة.

أما بالنسبة لمنطقة اليورو، فقد أشار المحضر إلى أن الاقتصاد يظهر “توسعا مستمرا قويا ومتزايدا بشكل ذاتي على نحو متزايد”. وكان البنك المركزي الأوروبي أعلن عن تخفيض قيمة برنامج التيسير الكمي بداية من أواخر عام 2017، مع تمديد فترة العمل به حتى سبتمبر 2018.

 هذا الشهر، بدأ البنك المركزي الأوروبي في تقليص حجم البرنامج، وخفض المشتريات الشهرية من 60 مليار يورو إلى 30 مليار يورو. ومع استمرار اقتصاد منطقة اليورو في الأداء الجيد، فإن البنك المركزي الأوروبي يرسل المزيد من الاشارات إلى أن برنامج التحفيز قد ينتهي في عام 2018.

الآن الكثير من المحللين بدأوا في الحديث عن امكانية الالغاء النهائي للتيسير الكمي QE بعد هذا التاريخ، في ظل تحسن وضعية الاقتصاد في منطقة اليورو خاصة، والاقتصاد العالمي بصفة عامة.

 وفي 30 كانون الأول / ديسمبر، قال بينوا كوور المسؤول عن البرنامج في البنك المركزي الأوروبي ان هناك “فرصة معقولة” لعدم التمديد للبرنامج.

 ويوم الأحد الماضي، قال رئيس البنك المركزي الألماني ينس ويدمان أن البنك المركزي الأوروبي يجب أن يحدد موعدا لإنهاء برنامج التيسير الكمي.

وقد أثار الحديث عن وضع حد لبرنامج التيسير الكمي تكهنات في الأسواق المالية، بأن البنك المركزي الأوروبي قد يتبع هذا الاجراء برفع سعر الفائدة في الأشهر الأخيرة من عام 2018.

وإذا حدث ھذا فستكون خطوة ھامة، حیث أن البنك المركزي الأوروبي لم رفع أسعار الفائدة منذ عام 2011.

اليورو نحو المزيد من الارتفاع

الكثير من المحللين و المراقبين في الاسواق المالية أن العملة الموحدة سوف تتعزز خلال المستقبل المنظور ، في ظل تخفيض البنك المركزي الأوروبي للسيولة النقدية الموجودة في الأسواق بسبب برنامج  التحفيز النقدي حسب تقرير نشرته شبكة سي أن بي سي للأخبار الاقتصادية.

 وقال ستيفن غالو، رئيس استراتيجية الفوركس في بنك مونتريال، لشبكة سي إن بي سي عبر البريد الإلكتروني: ” نحن نرى المزيد من المكاسب لليورو قبل أن يمهد البنك المركزي الأوروبي الطريق لإنهاء عمليات الشراء التيسير الكمي في وقت لاحق من هذا العام”.

 و قفز اليورو نحو 0.8 بالمئة مقابل الدولار الأمريكي يوم الخميس بعد صدور محضر الاجتماع الأخير للبنك المركزي الأوروبي. وفسر المحللون تعليقات الرئيس ماريو دراغي بأنها أكثر تشددا مما كان عليه في ديسمبر / كانون الأول، بعد أن أشار الى أن البنك يمكن ان يجري بعض التغييرات على سياسته النقدية المستقبلية.

 وفسّر بعض المستثمرين هذه التصريحات، بأن البنك المركزي قد ينهي العمل ببرنامجه الضخم لشراء السندات بنهاية العام المقبل، مع احتمال رفع سعر الفائدة في الربع الأخير.

 وقال أناتولي أننكوف، كبير الاقتصاديين الأوروبيين في بنك سوسيتي جنرال في مذكرة يوم الخميس: “تتضمن اعتبارات السياسة الكثير من النقاش حول الحاجة إلى تعديل تدريجي للاجراءات التي من المرجح أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بها بحلول اجتماع مارس، على افتراض ارتفاع قيمة التضخم”.

 في الوقت الحالي، فإن البنك المركزي الأوروبي يقوم شهريا بشراء سندات حكومية بقيمة 30 مليار يورو (36.38 مليار دولار) وذلك حتى شهر سبتمبر المقبل، مع إمكانية توسيعه مرة أخرى، إذا لزم الأمر، حسب الخطة المعلنة في سبتمبر من العام الماضي.

 ولكن حسب المحضر الأخير، فإن البنك المركزي واثق من أن “الانتعاش قد انتقل الآن إلى مرحلة توسعية” مع ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي وتوقعات التضخم التي تشير إلى عودته إلى مستويات ما قبل الأزمة على المدى القصير.

 وقال أننكوف “بالنظر إلى تاريخ البنك المركزي الأوروبي في اتباع سياسة التدخل التدريجي، فإننا نتوقع انهاء العمل ببرنامج التيسير الكمي في كانون الأول / ديسمبر المقبل، ثم يليه أول رفع للفائدة في يونيو/حزيران عام 2019، ومن المنطقي القول بأن احتمال تطبيع السياسة النقدية قد ارتفع بقوة.”.

من جهتهم، المحللين في بنك باركليز أعلنوا عن نظرة أكثر ايجابية لليورو، موضحين بأن البنك المركزي الأوروبي قد ينهي برنامج التيسير الكمي QE في سبتمبر/أيلول، ويقوم بأول رفع للفائدة بمقدار 20 نقطة أساس في الربع الأخير من عام 2018.

لكن اليورو القوي ليس دائما مرحب به من قبل البنك المركزي الأوروبي، لأنه قد يقلل من وتيرة الصادرات الأوروبية. الا ان باركليز اشار الى انه “لو ان قيمة اليورو  لا ترتفع بشكل حاد وبسرعة خلال الاشهر المقبلة فان مجلس البنك المركزي الاوروبي من المحتمل أن يقلل من أهمية تقلب العملات الاجنبية في المستقبل (وتأثيرها على الاقتصاد والتضخم)”.

 وفي الوقت نفسه، حذرت جين فولي، رئيسة استراتيجية الفوركس في بنك رابوبنك، من أن البعض قد يبالغ في تقدير قوة الارتفاع الذي يمكن أن يشهده اليورو هذا العام.

وقالت جين:”أعتقد أن زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي لديه احتمالات صعود قوية، وأن الكثير محفزات الارتفاع هذا العام،سوف تأتي من التوقعات بشأن السياسة النقدية الجديدة المتوقعة من البنك المركزي الأوروبي، ولكن هناك الكثير من الأخبار المستوعبة بالفعل في السعر، وبالتالي توقعاتنا نهاية العام هو يورو/دولار عند 1.24 “.

 وقال ان لان نغوين، وهو خبير استراتيجي في بنك كوميرز بانك في فرانكفورت “أن هذا لا يزال استمرارا للاتجاه الذي شهدناه أمس، وقد تم تعزيزه هذا الصباح فقط. حيث اقتربنا من المستويات الفنية الهامة”.

 واضاف “لست متأكدا ما إذا كان هذا الاتجاه الصاعد سيستمر، ولكني اعتقد انه على المدى القصير على الاقل لن يكون هناك تصحيح سريع على الجانب السلبي”.

وعادة ما ينظر إلى سياسة نقدية مشددة، التي تعني شروط أصعب للحصول على القروض، على أنها إيجابية بالنسبة إلى العملة باعتبارها علامة على الصحة في اقتصاد تلك المنطقة، وتقلل من حجم تلك العملة المتداولة.

انفراج سياسي في ألمانيا:

ومع ذلك، هناك عوامل أخرى من شأنها أن ترفع اليورو مقابل الدولار الأمريكي. وبصرف النظر عن الاقتصاد الأوروبي المتنامي، هناك مخاطر سياسية أقل في الأفق مقارنة مع بداية العام الماضي.

 واستمرت مسيرة ارتفاع اليورو يوم الجمعة عقب تقارير من ألمانيا إن كتلة انجيلا ميركل المحافظة والديمقراطيين الاشتراكيين قد توصلوا الى اتفاق مبدئي لتشكيل الحكومة الجديدة.

 وأفادت وسائل الإعلام الألمانية عن إحراز تقدم ملحوظ في المفاوضات الجارية بين الحزب الديمقراطي الاجتماعي وتحالف الاتحاد الديمقراطي المسيحي/ الاتحاد الاجتماعي المسيحي من أجل تشكيل الحكومة.

ويعني هذا، نهاية أشهر من الجمود وحالة من عدم اليقين السياسي، الذي أدى إلى اضعاف موقف ميركل وألمانيا في قضايا، مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والإصلاح السياسي في منطقة اليورو.

 ومع ذلك، فإن المحادثات تخطت فقط المرحلة الأولية، وسوف تستمر المفاوضات في الأسابيع القليلة المقبلة. وكان المحافظون والديمقراطيون الاشتراكيون يشكلون الحكومة الاخيرة.

و ذكرت مصادر متطابقة أن التوصل لاتفاق نهائي بشأن تشكيل حكومة ألمانية جديدة بين قادة الأحزاب المعنية بات متوقفا على موافقة اللجان التفاوضية لأطراف الائتلاف المحتمل.

 وأوضحت تقارير صحفية أن هذا التقدم الملحوظ أحرز بعد سلسلة من التنازلات المتبادلة بين الطرفين. ونشرت صحيفة “بجلد” أن محافظي حزب ميركل وافقوا على تلبية طلب شولتز بالمساواة بين مساهمات التأمين الصحي من قبل المستخدمين والمديرين.

 في المقابل، حقق الاتحاد الاجتماعي المسيحي، الحليف التقليدي لحزب ميركل، هدفه، وهو تقليص عدد المهاجرين المسموح لهم بدخول ألمانيا، ضمن إطار برنامج لم الشمل حتى ألف شخص شهريا، حسب وكالة “رويترز”.

 وقبل بدء المفاوضات، قالت ميركل أمس الخميس إنه “سيكون يوما شاقا”، مضيفة أن هناك “عقبات كبرى” ينبغي إزالتها، إلا أنها أبدت استعدادها “للتوصل إلى تسويات بناءة” مع الاشتراكيين.

نظرة فنية على زوج اليورو دولار EUR/USD:

 مع اقتراب التداولات الأسبوعية من نهايتها من الواضح أن زوج اليورو دولار قد اخترق مستوى المقاومة 1.2085، والذي كان قد ارتد منه في الثالث من أيلول/سبتمبر الماضي. وهذه تعتبر إشارة صعود قوية.

 من المحتمل أن نشهد حركة تصحيح، وإعادة اختبار لهذه المستويات المخترقة قبل مواصلة الصعود، نحو مستوى المقاومة القوي التالي عند 1.26 وتصحيح فيبوناتشي 61.2% كما هو موضح في الرسم البياني المرفق.

 

الرسم البياني الأسبوعي يورو دولار

هل المقال مفيد؟ لماذا لا تشاركه مع غيرك  💡

كلمات مفتاحية :
مقالات مشابهة :

خبراء: اليورو قوي وسوف يبقى قوي، السؤال هو، الى أي حد؟

ارتفع زوج اليورو دولار وحقق مكاسب قوية لجلسة التداول الثانية على التوالي. حاليا، يتداول الزوج عند مستوى 1.2119، بارتفاع 0.73٪ في اليوم. وكان العامل المحفز لهذا الارتفاع هو صدور تقارير ان محادثات الائتلاف الألماني لتشكيل الحكومة الجديدة حققت تقدما كبيرا.

اليورو كان قد ارتفع بقوة في اليوم السابق بعد صدور محضر اجتماع البنك المركزي الأوروبي، ثم تبعه المؤتمر الصحفي لماريو دراغي رئيس البنك، الذي ألمح إلى إمكانية انتهاج سياسة نقدية أكثر تشددا، في اشارة فهمتها الأسواق على أن نهاية العمل ببرنامج التيسير الكمي أضحت قريبة، وربما ايضا رفع الفائدة في ظل تحسن الأوضاع الاقتصادية في منطقة اليورو.

لهجة صقورية للبنك المركزي الأوروبي:

وكان محضر اجتماع البنك المركزي الأوروبي ECB، الذي صدر يوم الأربعاء، متشددا في لهجته حول السياسة النقدية المستقبلية. وقال صناع السياسة، إن المخاطر على التوقعات الحالية هي في الاتجاه الصعودي، الأمر الذي قد يتطلب تحولا تدريجيا في السياسة النقدية في الأشهر القليلة المقبلة.

أما بالنسبة لمنطقة اليورو، فقد أشار المحضر إلى أن الاقتصاد يظهر “توسعا مستمرا قويا ومتزايدا بشكل ذاتي على نحو متزايد”. وكان البنك المركزي الأوروبي أعلن عن تخفيض قيمة برنامج التيسير الكمي بداية من أواخر عام 2017، مع تمديد فترة العمل به حتى سبتمبر 2018.

 هذا الشهر، بدأ البنك المركزي الأوروبي في تقليص حجم البرنامج، وخفض المشتريات الشهرية من 60 مليار يورو إلى 30 مليار يورو. ومع استمرار اقتصاد منطقة اليورو في الأداء الجيد، فإن البنك المركزي الأوروبي يرسل المزيد من الاشارات إلى أن برنامج التحفيز قد ينتهي في عام 2018.

الآن الكثير من المحللين بدأوا في الحديث عن امكانية الالغاء النهائي للتيسير الكمي QE بعد هذا التاريخ، في ظل تحسن وضعية الاقتصاد في منطقة اليورو خاصة، والاقتصاد العالمي بصفة عامة.

 وفي 30 كانون الأول / ديسمبر، قال بينوا كوور المسؤول عن البرنامج في البنك المركزي الأوروبي ان هناك “فرصة معقولة” لعدم التمديد للبرنامج.

 ويوم الأحد الماضي، قال رئيس البنك المركزي الألماني ينس ويدمان أن البنك المركزي الأوروبي يجب أن يحدد موعدا لإنهاء برنامج التيسير الكمي.

وقد أثار الحديث عن وضع حد لبرنامج التيسير الكمي تكهنات في الأسواق المالية، بأن البنك المركزي الأوروبي قد يتبع هذا الاجراء برفع سعر الفائدة في الأشهر الأخيرة من عام 2018.

وإذا حدث ھذا فستكون خطوة ھامة، حیث أن البنك المركزي الأوروبي لم رفع أسعار الفائدة منذ عام 2011.

اليورو نحو المزيد من الارتفاع

الكثير من المحللين و المراقبين في الاسواق المالية أن العملة الموحدة سوف تتعزز خلال المستقبل المنظور ، في ظل تخفيض البنك المركزي الأوروبي للسيولة النقدية الموجودة في الأسواق بسبب برنامج  التحفيز النقدي حسب تقرير نشرته شبكة سي أن بي سي للأخبار الاقتصادية.

 وقال ستيفن غالو، رئيس استراتيجية الفوركس في بنك مونتريال، لشبكة سي إن بي سي عبر البريد الإلكتروني: ” نحن نرى المزيد من المكاسب لليورو قبل أن يمهد البنك المركزي الأوروبي الطريق لإنهاء عمليات الشراء التيسير الكمي في وقت لاحق من هذا العام”.

 و قفز اليورو نحو 0.8 بالمئة مقابل الدولار الأمريكي يوم الخميس بعد صدور محضر الاجتماع الأخير للبنك المركزي الأوروبي. وفسر المحللون تعليقات الرئيس ماريو دراغي بأنها أكثر تشددا مما كان عليه في ديسمبر / كانون الأول، بعد أن أشار الى أن البنك يمكن ان يجري بعض التغييرات على سياسته النقدية المستقبلية.

 وفسّر بعض المستثمرين هذه التصريحات، بأن البنك المركزي قد ينهي العمل ببرنامجه الضخم لشراء السندات بنهاية العام المقبل، مع احتمال رفع سعر الفائدة في الربع الأخير.

 وقال أناتولي أننكوف، كبير الاقتصاديين الأوروبيين في بنك سوسيتي جنرال في مذكرة يوم الخميس: “تتضمن اعتبارات السياسة الكثير من النقاش حول الحاجة إلى تعديل تدريجي للاجراءات التي من المرجح أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بها بحلول اجتماع مارس، على افتراض ارتفاع قيمة التضخم”.

 في الوقت الحالي، فإن البنك المركزي الأوروبي يقوم شهريا بشراء سندات حكومية بقيمة 30 مليار يورو (36.38 مليار دولار) وذلك حتى شهر سبتمبر المقبل، مع إمكانية توسيعه مرة أخرى، إذا لزم الأمر، حسب الخطة المعلنة في سبتمبر من العام الماضي.

 ولكن حسب المحضر الأخير، فإن البنك المركزي واثق من أن “الانتعاش قد انتقل الآن إلى مرحلة توسعية” مع ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي وتوقعات التضخم التي تشير إلى عودته إلى مستويات ما قبل الأزمة على المدى القصير.

 وقال أننكوف “بالنظر إلى تاريخ البنك المركزي الأوروبي في اتباع سياسة التدخل التدريجي، فإننا نتوقع انهاء العمل ببرنامج التيسير الكمي في كانون الأول / ديسمبر المقبل، ثم يليه أول رفع للفائدة في يونيو/حزيران عام 2019، ومن المنطقي القول بأن احتمال تطبيع السياسة النقدية قد ارتفع بقوة.”.

من جهتهم، المحللين في بنك باركليز أعلنوا عن نظرة أكثر ايجابية لليورو، موضحين بأن البنك المركزي الأوروبي قد ينهي برنامج التيسير الكمي QE في سبتمبر/أيلول، ويقوم بأول رفع للفائدة بمقدار 20 نقطة أساس في الربع الأخير من عام 2018.

لكن اليورو القوي ليس دائما مرحب به من قبل البنك المركزي الأوروبي، لأنه قد يقلل من وتيرة الصادرات الأوروبية. الا ان باركليز اشار الى انه “لو ان قيمة اليورو  لا ترتفع بشكل حاد وبسرعة خلال الاشهر المقبلة فان مجلس البنك المركزي الاوروبي من المحتمل أن يقلل من أهمية تقلب العملات الاجنبية في المستقبل (وتأثيرها على الاقتصاد والتضخم)”.

 وفي الوقت نفسه، حذرت جين فولي، رئيسة استراتيجية الفوركس في بنك رابوبنك، من أن البعض قد يبالغ في تقدير قوة الارتفاع الذي يمكن أن يشهده اليورو هذا العام.

وقالت جين:”أعتقد أن زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي لديه احتمالات صعود قوية، وأن الكثير محفزات الارتفاع هذا العام،سوف تأتي من التوقعات بشأن السياسة النقدية الجديدة المتوقعة من البنك المركزي الأوروبي، ولكن هناك الكثير من الأخبار المستوعبة بالفعل في السعر، وبالتالي توقعاتنا نهاية العام هو يورو/دولار عند 1.24 “.

 وقال ان لان نغوين، وهو خبير استراتيجي في بنك كوميرز بانك في فرانكفورت “أن هذا لا يزال استمرارا للاتجاه الذي شهدناه أمس، وقد تم تعزيزه هذا الصباح فقط. حيث اقتربنا من المستويات الفنية الهامة”.

 واضاف “لست متأكدا ما إذا كان هذا الاتجاه الصاعد سيستمر، ولكني اعتقد انه على المدى القصير على الاقل لن يكون هناك تصحيح سريع على الجانب السلبي”.

وعادة ما ينظر إلى سياسة نقدية مشددة، التي تعني شروط أصعب للحصول على القروض، على أنها إيجابية بالنسبة إلى العملة باعتبارها علامة على الصحة في اقتصاد تلك المنطقة، وتقلل من حجم تلك العملة المتداولة.

انفراج سياسي في ألمانيا:

ومع ذلك، هناك عوامل أخرى من شأنها أن ترفع اليورو مقابل الدولار الأمريكي. وبصرف النظر عن الاقتصاد الأوروبي المتنامي، هناك مخاطر سياسية أقل في الأفق مقارنة مع بداية العام الماضي.

 واستمرت مسيرة ارتفاع اليورو يوم الجمعة عقب تقارير من ألمانيا إن كتلة انجيلا ميركل المحافظة والديمقراطيين الاشتراكيين قد توصلوا الى اتفاق مبدئي لتشكيل الحكومة الجديدة.

 وأفادت وسائل الإعلام الألمانية عن إحراز تقدم ملحوظ في المفاوضات الجارية بين الحزب الديمقراطي الاجتماعي وتحالف الاتحاد الديمقراطي المسيحي/ الاتحاد الاجتماعي المسيحي من أجل تشكيل الحكومة.

ويعني هذا، نهاية أشهر من الجمود وحالة من عدم اليقين السياسي، الذي أدى إلى اضعاف موقف ميركل وألمانيا في قضايا، مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والإصلاح السياسي في منطقة اليورو.

 ومع ذلك، فإن المحادثات تخطت فقط المرحلة الأولية، وسوف تستمر المفاوضات في الأسابيع القليلة المقبلة. وكان المحافظون والديمقراطيون الاشتراكيون يشكلون الحكومة الاخيرة.

و ذكرت مصادر متطابقة أن التوصل لاتفاق نهائي بشأن تشكيل حكومة ألمانية جديدة بين قادة الأحزاب المعنية بات متوقفا على موافقة اللجان التفاوضية لأطراف الائتلاف المحتمل.

 وأوضحت تقارير صحفية أن هذا التقدم الملحوظ أحرز بعد سلسلة من التنازلات المتبادلة بين الطرفين. ونشرت صحيفة “بجلد” أن محافظي حزب ميركل وافقوا على تلبية طلب شولتز بالمساواة بين مساهمات التأمين الصحي من قبل المستخدمين والمديرين.

 في المقابل، حقق الاتحاد الاجتماعي المسيحي، الحليف التقليدي لحزب ميركل، هدفه، وهو تقليص عدد المهاجرين المسموح لهم بدخول ألمانيا، ضمن إطار برنامج لم الشمل حتى ألف شخص شهريا، حسب وكالة “رويترز”.

 وقبل بدء المفاوضات، قالت ميركل أمس الخميس إنه “سيكون يوما شاقا”، مضيفة أن هناك “عقبات كبرى” ينبغي إزالتها، إلا أنها أبدت استعدادها “للتوصل إلى تسويات بناءة” مع الاشتراكيين.

نظرة فنية على زوج اليورو دولار EUR/USD:

 مع اقتراب التداولات الأسبوعية من نهايتها من الواضح أن زوج اليورو دولار قد اخترق مستوى المقاومة 1.2085، والذي كان قد ارتد منه في الثالث من أيلول/سبتمبر الماضي. وهذه تعتبر إشارة صعود قوية.

 من المحتمل أن نشهد حركة تصحيح، وإعادة اختبار لهذه المستويات المخترقة قبل مواصلة الصعود، نحو مستوى المقاومة القوي التالي عند 1.26 وتصحيح فيبوناتشي 61.2% كما هو موضح في الرسم البياني المرفق.

 

الرسم البياني الأسبوعي يورو دولار

هل المقال مفيد؟ لماذا لا تشاركه مع غيرك  💡

كلمات مفتاحية :
مقالات مشابهة :