اليورو يقترب من مستويات مقاومة قوية:
انخفض اليورو مقابل الدولار الأمريكي مع بداية التداولات هذا الأسبوع لليوم الرابع على التوالي، بعد اجتماع العديد من العوامل السياسية والاقتصادية، متمثلة في الأزمة السياسية في اسبانيا والمطالب الانفصالية للإقليم كاتالونيا، وصدور بيانات اقتصادية أوروبية أضعف من المتوقع، وحتى الأسباب الفنية زادت من الضغوط على العملة الموحدة، ودخول الزوج في حركة تصحيحية هابطة بعد موجة صاعدة دامت حوالي خمسة أشهر
مستويات دعم قوية
:
نبدأ من الناحية الفنية، وكما نلاحظ على الرسم البياني اليومي لزوج اليورو دولار، فان الزوج يتحرك في قناة سعرية صاعدة منذ فبراير شباط الماضي، والسعر الآن قريب من مستويات الحد السفلي للقناة، التي كان قد اختبرها آخر مرة في السادس من هذا الشهر.
وفي حالة تمكن السعر من كسر هذه المستويات، فانه سوف يصطدم بمستوى الدعم 1.1665 والذي يمثل خط العنق بنسبة لنموذج الرأس والكتفين الموضح في الرسم البياني المرفق، وهذا المستوى مدعوم بالمتوسط الحسابي 100 يوم.
في حالة تمكن الزوج من كسر هذه المستويات والإغلاق دونها، فان الزوج من المحتمل أن يشهد حركة هبوط قوية.
أما في حالة الارتداد، فمن المتوقع أن يجد الزوج في طريق الارتفاع بعض المقاومة من خط الاتجاه الهابط الموضح في الرسم البياني 4سا.
في الوقت الراهن فان، ما يحدد اتجاه حركة الزوج هي سياسة البنك المركزي الأوروبي بالدرجة الأولي، ثم الأوضاع السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية، وبدرجة أقل الأوضاع السياسية في إسبانيا، ورغم تأثيرها السلبي الضعيف في الوقت الراهن، فان الأوضاع يمكن أن تتأزم أكثر وتِدي الى انهيار اليورو والسواق المالية الأوروبية.
انخفاض مؤشر الثقة في الاقتصاد الألماني:
سجل اليورو خسائر طفيفة في جلسة الثلاثاء. حاليا وقت إعداد التقرير، يتداول زوج اليورو دولار عند مستوى 1.1762، بانخفاض بلغ 0.28٪ في اليوم، وجاء هذا الانخفاض بعد صدور بيانات اقتصادية مخيبة من الاقتصاد الألماني.
فقد صدرت نتائج مؤشر ZEW لثقة الاقتصاد الألماني عند 17.6 نقطة، أقل بكثير من التوقعات التي كانت 20.1 نقطة. وظلت القراءة النهائية مؤشر أسعار المستهلكين والذي يقيس مستويات التضخم في منطقة اليورو دون تغيير عند 1.5٪، وهو ما يتوافق مع التوقعات.
وبعد صدور هذه البيانات تترقب الأسواق المالية والمتداولين المؤتمر الصحفي الذي سينشطه رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي غذا الأربعاء في فرانكفورت في فرانكفورت وما سيقوله بخصوص السياسة النقدية للبنك وموقفه من برنامج شراء الأصول.
ومع ازدهار الاقتصاد الألماني، توقعت الأسواق زيادة ثقة المستثمرين في تقرير زيوا ZEW الاقتصادي، لكن ذلك لم يحدث حيث تحسن المؤشر قليلا إلى 17.6، ولكنه كان أقل بكثير من التوقعات. وتراجع نفس المؤشر ZEW والذي يقيس ثقة رؤساء المؤسسات في اقتصاد منطقة اليورو ليصل إلى 26.7، أقل بكثير من توقعات 34.2، وأضعف من القراءة السابقة 31.7 نقطة.
ومن المرجح أن يركز المستثمرون على أرقام المؤشر الخاصة بالاقتصاد الألماني الأكبر والأقوى في منطقة اليورو، الذي جاء أقل من التوقعات، على الرغم من أنه سجل أعلى مستوى له في 4 أشهر.
وعلى صعيد التضخم، لم تكن هناك مفاجآت، حيث ظل التضخم في منطقة اليورو مستقرا عند 1.5٪. وقد ارتفع معدل التضخم بشكل كبير في عام 2017، ولكنه لا يزال أدنى بعيدا عن هدف البنك المركزي الأوروبي وهو أقل بقليل من 2 في المائة.
وكان رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي قد أكد أن البنك المركزي الأوروبي لن يرفع أسعار الفائدة في المستقبل القريب، وسوف تستمع الأسواق عن كثب إلى كلمة دراجي خلال مؤتمر البنك المركزي الأوروبي يوم الأربعاء لالتقاط أي اشارة حول السياسة المستقبلية للبنك وخاصة فيما يتعلق ببرنامج شراء الأصول.
التوتر السياسي في اسبانيا:
اضافة إلى البيانات الإقتصادية التي ضغطت على اليورو في تداولات اليوم، فان الوضع في السياسي في اسبانيا والمطالب الانفصالية في إقليم كاتالونيا بعد إجراء الاستفتاء في الأسبوع الماضي، ما زالت من العوامل الضاغطة على اليورو منذ أكثر من أسبوع، ومن المرشح أن تستمر هذه الحالة خلال الفترة المقبلة.
وطالبت الحكومة الاسبانية رئيس اقليم كاتالونيا “كارل بويغديمونت” بتحديد موقفه من الاستقلال، وتوضيح هل أعلن الاستقلال أم لا، وقامت الحكومة المركزية في مدريد بتمديد المهملة الممنوحة لهذا الأخير حتى يوم الخميس للرد.
وحذر الحكومة في مدريد من انه إذا لم تصدر اجابة واضحة من “كارلس بويغديمونت”، فان ذلك قد يحفز المادة 155 من الدستور الإسباني الذي يسمح للحكومة المركزية بحل البرلمان الكتالوني والدعوة الى اجراء انتخابات او حتى عليق الحكم الذاتي للإقليم وفرض الحكم المباشر.
ولا يزال بويغديمونت يلعب لعبة القط والفأر، ورفض توضيح ما إذا كان أعلن الاستقلال. وبدلا من ذلك، بعث بويغديمونت برسالة من صفحتين الى رئيس الوزراء الإسباني “ماريانو راخوى”، وحث الأخير على اجراء حوار بين الزعيمين.
بيد أن “راخوى” أصر على إجراء أي محادثات حول الاستقلال، قائلا ان استفتاء الاستقلال، الذي صوت فيه الناخبون بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال، غير قانوني.
وقد دفعت الأزمة المتفاقمة مئات الشركات إلى مغادرة كاتالونيا، وقالت وكالة التصنيف ستاندرد آند بورز أن المنطقة قد تواجه ركودا إذا لم يتم حل الوضع.
وفى وقت سابق من هذا الشهر قال وزير الاقتصاد الإسباني ان حالة عدم اليقين الناجمة عن الازمة ادت الى تجميد المشروعات الاستثمارية في كاتالونيا. وحتى الآن، لم يؤثر الوضع على اليورو أو أسواق الأسهم الأوروبية بشكل كبير ودراماتيكي، ولكن ذلك قد يتغير إذا ما تركت الأزمة أثرا على الاقتصاد الإسباني، وهو رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو
