ارتفاع الجنيه الاسترليني بعد أنباء عن التصويت لسحب الثقة من “تيريزا ماي”:

في الأسابيع القليلة الماضية تواترت الكثير من الأنباء عن محاولات من قبل بعض أشد المعارضين لرئيسة الوزراء البريطانية “تيريزا ماي”  لجمع التواقيع من أجل سحب الثقة منها و عزلها ،و لكن أغلب هذه المحاولات باءت بالفشل .

لكن بعد الإعلان عن الاتفاق الذي توصلت إليها الحكومة البريطانية مع دول الاتحاد الأوروبي ، و الرفض الشديد الذي قوبل به من قبل الكثير من أعضاء حزب المحافظين الحاكم، يبدو أن المعارضين قد تمكنوا أخيرا من جمع الحد الأدنى و هو 48 توقيع، من التوقيعات اللازمة من أجل إجراء تصويت حول سحب الثقة من رئيسة الوزراء والذي يعرف أيضا باسم “تحدي القيادة”.

لقد أمضت رئيسة الوزراء أشهرا و هي تحاول المشي على البيض ،فمن جهة كانت تريد ارضاء الانفصاليين (الانفصال عن أوروبا) ، مع ضمان التوصل إلى اتفاق مع الدول الأوروبية يمكن تمريره من خلال مجلس العموم ، ولكن أصبح من الواضح تماما الآن أنها فشلت بدلا من ذلك على كلا الجبهتين ، و في هذا الأسبوع بالذات  انهار منزل الورق الذي كانت تحاول بناءه حسب كثير من المحللين.

ومع ذلك ، هذا ليس بالضرورة نهاية الطريق لـ “ماي” ، فرغم أن الكثير من النواب من كل الأحزاب الممثلة مجلس العموم أعربوا عن عدم رضاهم عن الاتفاق الموقع ، لكن الخيارات الأخرى المطروحة أمامهم  ليست بتلك الجاذبية.

فسحب الثقة قد يؤدي الى إجراء انتخابات تشريعية جديدة، و عامل الوقت هنا ليس في صالح البريطانيين، ما يعني تأجيل تفعيل المادة خمسين من قوانين الاتحاد الأوروبي، بعبارة أخرى تأجيل عملية الخروج ، أو أسوء من ذلك الخروج دون اتفاق أم ما يعرف بالخروج الصعب hard brexit، و الذي سوف تكون له آثار كارثية على الاقتصاد البريطاني حسب الكثير من من المحللين.

طبعا قليلون هم من النواب الذين لا يرون في الخروج الصعب مشكلة، و لكن الغالبية منهم ترى عكس ذلك و هذه النقطة بالذات يمكن أن تكون في صالح رئيسة الوزراء.

قد ينتهي الأمر كله في نهاية المطاف بالعمل في صالح “ماي”  إذا تمكنت من إقناع قادة الاتحاد الأوروبي على تقديم تنازل ثانوي للحصول على الصفقة من خلال البرلمان ويزيل خطر تحدي آخر لمدة 12 شهرًا. في السياسة يمكن أن تكون لعبة قديمة و مضحكة.

من وجهة نظر المستثمرين ، هذا أمر غير مرغوب فيه إلى حد كبير ،بسبب مستوى حالة عدم اليقين الذي يخلقها هذا الوضع حول المفاوضات ، ناهيك عن العلاقة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي بعد 29 مارس.

الجنيه الاسترليني و بشكل مفاجئ  تفاعل بإيجابية مع هذه الأخبار ، على الرغم من الاختراق تحت المستوى النفسي 1.25 خلال الليل. و يمكن للهزيمة” تيريزا ماي” في اختبار تحدي القيادة  أن تدفع بالجنيه عميقا دون مستوى الدعم هذا مع ارتفاع احتمال حدوث تعطل البريكزيت.

هل المقال مفيد؟ لماذا لا تشاركه مع غيرك  💡

كلمات مفتاحية :
مقالات مشابهة :

ارتفاع الجنيه الاسترليني بعد أنباء عن التصويت لسحب الثقة من “تيريزا ماي”:

في الأسابيع القليلة الماضية تواترت الكثير من الأنباء عن محاولات من قبل بعض أشد المعارضين لرئيسة الوزراء البريطانية “تيريزا ماي”  لجمع التواقيع من أجل سحب الثقة منها و عزلها ،و لكن أغلب هذه المحاولات باءت بالفشل .

لكن بعد الإعلان عن الاتفاق الذي توصلت إليها الحكومة البريطانية مع دول الاتحاد الأوروبي ، و الرفض الشديد الذي قوبل به من قبل الكثير من أعضاء حزب المحافظين الحاكم، يبدو أن المعارضين قد تمكنوا أخيرا من جمع الحد الأدنى و هو 48 توقيع، من التوقيعات اللازمة من أجل إجراء تصويت حول سحب الثقة من رئيسة الوزراء والذي يعرف أيضا باسم “تحدي القيادة”.

لقد أمضت رئيسة الوزراء أشهرا و هي تحاول المشي على البيض ،فمن جهة كانت تريد ارضاء الانفصاليين (الانفصال عن أوروبا) ، مع ضمان التوصل إلى اتفاق مع الدول الأوروبية يمكن تمريره من خلال مجلس العموم ، ولكن أصبح من الواضح تماما الآن أنها فشلت بدلا من ذلك على كلا الجبهتين ، و في هذا الأسبوع بالذات  انهار منزل الورق الذي كانت تحاول بناءه حسب كثير من المحللين.

ومع ذلك ، هذا ليس بالضرورة نهاية الطريق لـ “ماي” ، فرغم أن الكثير من النواب من كل الأحزاب الممثلة مجلس العموم أعربوا عن عدم رضاهم عن الاتفاق الموقع ، لكن الخيارات الأخرى المطروحة أمامهم  ليست بتلك الجاذبية.

فسحب الثقة قد يؤدي الى إجراء انتخابات تشريعية جديدة، و عامل الوقت هنا ليس في صالح البريطانيين، ما يعني تأجيل تفعيل المادة خمسين من قوانين الاتحاد الأوروبي، بعبارة أخرى تأجيل عملية الخروج ، أو أسوء من ذلك الخروج دون اتفاق أم ما يعرف بالخروج الصعب hard brexit، و الذي سوف تكون له آثار كارثية على الاقتصاد البريطاني حسب الكثير من من المحللين.

طبعا قليلون هم من النواب الذين لا يرون في الخروج الصعب مشكلة، و لكن الغالبية منهم ترى عكس ذلك و هذه النقطة بالذات يمكن أن تكون في صالح رئيسة الوزراء.

قد ينتهي الأمر كله في نهاية المطاف بالعمل في صالح “ماي”  إذا تمكنت من إقناع قادة الاتحاد الأوروبي على تقديم تنازل ثانوي للحصول على الصفقة من خلال البرلمان ويزيل خطر تحدي آخر لمدة 12 شهرًا. في السياسة يمكن أن تكون لعبة قديمة و مضحكة.

من وجهة نظر المستثمرين ، هذا أمر غير مرغوب فيه إلى حد كبير ،بسبب مستوى حالة عدم اليقين الذي يخلقها هذا الوضع حول المفاوضات ، ناهيك عن العلاقة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي بعد 29 مارس.

الجنيه الاسترليني و بشكل مفاجئ  تفاعل بإيجابية مع هذه الأخبار ، على الرغم من الاختراق تحت المستوى النفسي 1.25 خلال الليل. و يمكن للهزيمة” تيريزا ماي” في اختبار تحدي القيادة  أن تدفع بالجنيه عميقا دون مستوى الدعم هذا مع ارتفاع احتمال حدوث تعطل البريكزيت.

هل المقال مفيد؟ لماذا لا تشاركه مع غيرك  💡

كلمات مفتاحية :
مقالات مشابهة :